الخصال الجميلة التي كانت سيدتنا زينب بنت جحش رضي الله عنها تتحلى بها
من المعلوم أن أفعال المرء وعاداته تعكس ما يكمن في قلبه. فإن كان قلب الإنسان مليئا بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فسيظهر حبه في إطاعته لله تعالى واتباعه لسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتمثل في تعامله مع الخلق بالرفق والإحسان. وعلى العكس، إن كان قلب الإنسان مليئا بحب المال أو الجاه، فسيظهر في جهوده ومعاملاته ويبدو أيضا في عاداته وأخلاقه.
وحينما ننظر في حياة زوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريمات الطاهرات، يلمع لنا حبهن لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في جميع شعب حياتهن. ولذلك اختارهن الله تعالى أن يكن زوجات لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.
كثيرًا مّا يتحدث الناس في مجالسهم عن حياة الآخرين ويقعون في الغيبة، ولكن زوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كن يحتطن للغاية في الاحتراز من مثل هذه المعاصي.
ومن زوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدتنا زينب بنت جحش رضي الله عنها. كانت تتحلى بخصائل متميزة وشمائل حميدة، منها سلامة الصدر والاحتياط البالغ في الابتعاد عن الغيبة والنميمة.
الاحتراز من الغيبة
حينما افترى المنافقون الكذب على سيدتنا عائشة رضي الله عنها، ونشروا هذا الافتراءات والتهم عليها، أنزل الله تعالى آيات في براءتها وعفتها. وقبل نزول الآيات في براءتها، سأل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة زينب رضي الله عنها عن السيدة عائشة رضي الله عنها، فأجابت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري (أي فلا أنسب إليهما ما لم أسمع وأبصر)، والله ما علمت عليها إلا خيرا (صحيح البخاري، الرقم: ٢٦٦١)
عطفها على الفقراء
كانت سيدتنا زينب بنت جحش رضي الله عنها عطوفة ومشفقة على الفقراء والمساكين. فكانت تدبغ الجلود بيدها ثم تبيعها وتتصدق بثمنها (مرقاة المفاتيح ٤/١٣٢٥)
وروي عن عائشة رضي الله عنها أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقا (أي بعد وفاتك)؟ قال: أطولكن يدا. فأخذوا قصبة يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت (زينب) أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق (صحيح البخاري، الرقم: ١٤٢٠، صحيح مسلم، الرقم: ٢٤٥٢)
غاية احتياطها في الحجاب
قال النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه عام حجة الوداع: هذه، ثم ظهور الحصر (أي الزمن البيت بعد هذه الحجة)، قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: فكن كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة، وكانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم (مسند أحمد، الرقم: ٢٦٧٥١)
وهذا يدل على احتياطها البالغ في الحجاب حيث لم تحج حجة نافلة ولم تؤد عمرة، على رغم جوازهما ، بل فضلت أن تقر في بيتها إلى أن وافتها المنية.