أعظم نعم الله تعالى
كان سيدنا أيوب عليه السلام نبيَّ الله الجليل الذي ابتلي بأمراض شديدة لأعوام طويلة، لكنه صبر عليها واحتسب أجرها حتى شفاه الله تعالى. وذلك بأن الله تعالى أمره أن يضرب برجله على الأرض، فنبعت عين بماء قراح شاف. فاغتسل فيها فشفاه الله تعالى كاملا. كما أن الله تعالى أعاد له شبابه وأعطاه جمالا فائقا وأنعم عليه بضِعف ما فقده من النعم في مدة مرضه.
وروي أن هذه العين التي نبعت لسيدنا أيوب عليه السلام كان في مائها شفاء للأمراض، فكان الناس يغتسلون فيها ويستشفون بها مالم يجف ماؤها، وكانوا يُشفون من أمراضهم. ما أحسن هذه العين! وما أسعد من اغتسل فيها! لكن لم يمض عليها إلا زمن يسير حتى جفت.
وأما أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ينعم الله علينا بعين، بل ببحر لا ساحل له، يحمل من اللالئ والزمرد واليواقيت والجواهر ما لايُقدّر بثمن. كلما استقى الإنسان من هذا البحر، يزيد وينمو. ولا ينقص ولا يجف أبدا، ويشفى الناس ببركته.
ما هذا البحر؟ إنه القرآن الكريم، كلام الله تعالى المنزل لهداية خلقه، وهو أعظم نِعَم اللهِ في الأرض. من استمسك به وأدى حقه، كان له نورا في الدنيا والقبر. كما أنه يكون معه يوم القيامة في المحشر ولا يزال معه إلى أن يدخله الجنة.
روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن صاحب القرآن إذا مات وكان أهله في جهازه جاء القرآن في صورة حسنة جميلة فوقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن فإذا وضع في قبره وسوي عليه (التراب) وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر ونكير فيجلسانه في قبره فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له : إليك حتى نسأله فيقول : لا ورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما به ودعا مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة (مسند البزار، الرقم: ٢٦٥٥، مجمع الزوائد، الرقم: ٣٥٣٠)
ندعو الله تعالى أن يجعلنا من الأوفياء بالقرآن الكريم بتلاوته كل يوم وبالتمسك بتعاليمه في جميع شعب حياتنا حتى نحصل على بركة القرآن الحقيقية في الدنيا والقبر والآخرة. آمين يارب العالمين.