إحياء السنة https://ihyaaussunnah.com إحياء سنة رسول الله ﷺ Thu, 29 Feb 2024 07:24:22 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.3 https://ihyaaussunnah.com/wp-content/uploads/2020/06/cropped-badge-32x32.jpg إحياء السنة https://ihyaaussunnah.com 32 32 أوّل دم أهريق في الإسلام https://ihyaaussunnah.com/?p=3150 Mon, 26 Feb 2024 12:36:47 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3150

عن محمد بن إسحاق رحمه الله أنه قال:

كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (في بداية الإسلام) إذا صلّوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم (لئلا يظلمهم الكفار)، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل فشجه، فكان أول دم أهريق في الإسلام (أسد الغابة 2/452)

]]>
يتحسّر الشيخ يوسف البنوري رحمه الله على فوت صلاة الجماعة في المسجد – روضة الحبّ – ٥١ https://ihyaaussunnah.com/?p=3154 Wed, 21 Feb 2024 07:19:34 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3154 الصلاة نواة الدين بأسره، كما أن القلب نواة جسم الإنسان. ومن المعلوم أن صحة البدن كله تتوقف على صحة القلب. كذلك، دين المرء وكماله يتوقف على إقامته الصلاة ومواظبته عليها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله (المعجم الأوسط للطبراني، الرقم: ١٨٥٩)

وإذا نظر الإنسان نظرة عابرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلّم والصحابة الكرام رضي الله عنهم والسلف الصالح، وجد أنهم كانوا يعدّون أداء الصلاة مع الجماعة في المسجد من أولويات حياتهم.

ذكر الإمام الغزالي رحمه الله أن السلف كانوا يعزون أنفسهم (بعضهم بعضا) ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى ويعزون سبعًا إذا فاتتهم الجماعة (إحياء علوم الدين ١/١٤٩)

وفيما يلي قصّة تعكس مدى تحسّر فضيلة الشيخ يوسف البنوري رحمه الله على فوت صلاة الجماعة في المسجد على لسان تلميذه الشيخ يوسف اللدهيانوي رحمه الله:

ذات مرة، طلب بعض الناس من الشيخ يوسف البنوري رحمه الله أن يشرّفهم بحضوره بمناسبة افتتاح محلّهم بعد صلاة الجمعة، فقال لهم: أنا أصلي العصر في مسجد حيي يوم الجمعة. فآتيكم بعد صلاة الجمعة، لكن لا بدّ أن أرجع قبل صلاة العصر. فأكّدوا له أنهم سينظّمون لرجوعه قبل صلاة العصر، ليؤدّيها في مسجد حيّه.

في غالب الأحيان، نشاهد أن الناس يحرصون على دعوة المشايخ إلى بيوتهم ومحلاتهم لمقاصدهم الدنيوية، لكنهم لا يفكّرون في راحة المشايخ ولا يبالون بها. وهكذا حدث الأمر مع الشيخ يوسف البنوري رحمه الله، تأخّر الداعون في الرجوع، فلما وصل الشيخ، علم أن الصلاة قد أدّيت في المسجد، فبكى بكاء شديدا.

يقول الشيخ يوسف اللدهيانوي رحمه الله: كنت حاضرا آنذاك ورأيت الشيخ تفيض عينه دمعا ثم قال متحسّرا: حقيقة الصلاة ليست في حياتنا. ما لنا إلا التشبه، لا نعلم كيف نؤدّي الصلاة على الطريقة الصحيحة، فنحن نتشبّه برسول الله صلى الله عليه وسلم في أداء صلاتنا. فلو لم يبق هذا التشبه أيضا، فماذا يبقى لنا؟

ذكر الشيخ البنوري رحمه الله ذلك تواضعا منه أنه لا يتمسّك بشيء سوى الاقتداء بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتأخرهم في الرجوع إلى المسجد سبّب فوته صلاة الجماعة في المسجد، فحرمه ذلك أيضا.

وفّقنا الله للمداومة على أداء الصلاة مع الجماعة في المسجد.

]]>
حبّ الأنصار https://ihyaaussunnah.com/?p=3143 Mon, 19 Feb 2024 14:20:48 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3143

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص رحمه الله أنه قال: قلت لأبي: يا أبه، إني أراك تصنع بهذا الحي من الأنصار شيئا ما تصنع بغيرهم، فقال: أي بني، هل تجد في نفسك من ذلك شيئا؟ قال: لا (أي: لا أجد في نفسي من ذلك شيئا)، ولكن أعجب من صنيعك (فأريد أن أعرف وجهه)  قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق (أسد الغابة ٢/٣١٠)

]]>
يتصدق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببستانه كفارة لفوات صلاة الجماعة في المسجد – روضة الحبّ – ٥٠ https://ihyaaussunnah.com/?p=3156 Wed, 14 Feb 2024 07:22:50 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3156 أمر الله عزّ وجلّ المؤمنين في القرآن الكريم بإقامة الصلاة، والمراد من إقامة الصلاة أداؤها في وقتها بالهيئات الصحيحة وفق السنّة مع الجماعة في المسجد. ولا ينال العبد الأجر الموعود للصلاة إلا إذا حافظ عليها بهذه الطريقة.

وإذا أمعننا النظر في حياة الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح، نجد أنهم التزموا بأداء الصلاة مع الجماعة في المسجد وثابروا عليها، ولو فاتتهم الجماعة في المسجد، أخذتهم الحسرة  والحزن كل مأخذ.

وفيما يلي قصة مدهشة يبدو منها أهمية الصلاة مع الجماعة في المسجد وعظمها في الدين:

حكي أن سيدنا عمر رضي الله عنه ذهب إلى بستان له فيه النخل لحاجة، فلما رجع من بستانه، وجد أن الناس قد انتهوا من صلاة العصر في المسجد أي فاتته صلاة الجماعة في المسجد.

فتأثر من ذلك سيدنا عمر رضي الله عنه وامتلأ قلبه حسرة وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون فاتتني صلاة العصر في الجماعة، أشهدكم أن حائطي على المساكين صدقة ليكون كفارة لما صنع عمر (ولأنه كان سبب فوت صلاة العصر له) (من كتاب: الكبائر للذهبي رحمه الله صـ ٣١)

فانظر – رحمك الله – في هذه القصة! كيف تحسّر سيدنا عمر رضي الله عنه على فوت صلاة الجماعة في المسجد. إنما كان ذلك لمعرفته أهمية الصلاة في الدين والخسران العظيم لمن ترك صلاة الجماعة في المسجد.

اللهم اجعلنا من مقيمي الصلاة بأدائها في المسجد دائما.

]]>
إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلّم بفتح سيدنا سعد رضي الله عنه القادسية https://ihyaaussunnah.com/?p=3137 Mon, 12 Feb 2024 14:17:54 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3137

مرض سيدنا سعد رضي الله عنه بمناسبة حجة الوداع وخاف أن يموت. فلمّا عاده رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ فقال: قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها (فيفوتني أجر الهجرة)

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا ثلاث مرار

ثم قال سيدنا سعد رضي الله عنه: يا رسول الله، إن لي مالا كثيرا، وإنما يرثني ابنتي، أفأوصي بمالي كله (يتصدّق به عني بعد موتي)؟ قال: لا، قال: فبالثلثين؟، قال: لا، قال: فالنصف؟ قال: لا، قال: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير، إن صدقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس (لفقرهم)

ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تخلف حتى ينفع بك أقوام ويضر بك آخرون. (صحيح مسلم، الرقم: ١٦٢٨)

ذكر بعض المحدّثين أن قوله صلى الله عليه وسلّم: لعلك تخلف حتى ينفع بك أقوام ويضر بك آخرون: إشارة إلى فتحه القادسية حيث انتفع به المسلمون وتضرر به الكفار.

]]>
إخلاص النيّة واتباع السنّة – روضة الحبّ – ٤٩ https://ihyaaussunnah.com/?p=3141 Thu, 08 Feb 2024 15:29:53 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3141 كل شجر يثمر بحسب وسعه وقدرته، ويحتاج في ذلك إلى أن يسقى بالماء ويحصل على ضوء الشمس والهواء وغيرها.

كذلك مكّن الله عزّ وجلّ كلّ مؤمن من القيام بالأعمال الصالحة وخلق فيه القدرة عليها، ليمكن له أن ينتفع بالدين وأن ينفع به الآخرين.

ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: الناس معادن كمعادن الفضة والذهب (صحيح مسلم، الرقم: ٢٦٣٨)

فإذا أراد الإنسان أن يحصل على قدرة القيام بالأعمال الصالحة وأن يصير كمعدن الذهب أو الفضة في نفع الناس، فلا بدّ أن يلتزم بأمرين (مع غيرهما من الأمور اللازمة): ١. الإخلاص ٢. اتباع السنّة في جميع نواحي الحياة.

الإخلاص واتباع السنة

فالإخلاص كالبذر، يحمل صلاحية إنتاج آلاف من الأشجار التي تثمر ثمرات كثيرة. كذلك اتباع السنة في جميع شعب الحياة يحمل صلاحية وقوة إنتاج الحُبّ في قلوب العباد وإضاءة حياتهم بنور السنّة وزينتها.

وهذان الأمران مهمان للغاية في حياة المؤمن ليحظى بالنجاح وليكون سببا للرحمة والشفقة على لخلق. فإذا اجتمع هذان الأمران في شخص، غيّرا تفكيره نحو الحياة، وأصلحا خلقه وأحسنا علاقته بالله وبالناس.

وإذا أمعننا النظر في حياة السلف الصالح، نجد أنهم اتصفوا بهاتين الصفتين تماما في جميع نواحي حياتهم.

وفيما يلي قصة يتبيّن منها أهمية تحلية المسلمين حياتهم بهاتين الصفتين:

قصة نظام الملك رحمه الله

كان الحسن بن علي المعروف بنظام الملك الطوسي من السلف الصالح واشتهر بعلمه بالكتاب والسنّة وحبّه للدين وللعلم وأهله. وكان من وزراء الملك السلجوقي في نهاية القرن الخامس الهجري. وكان الملك يثق به لأمانته، ففوّض إليه أمور الملك وأذن له إذنا مطلقا أن يفعل ما يرى.

ففي زمنه، أسّس كتائب عديدة ومدارس كثيرة في جميع أنحاء الدولة وأنفق آلافا من الدراهم على المدارس الدينية وعلى العلماء وطلاب العلم.

ذات مرة، أخذ يتفكّر في المدارس الشرعية التي أنشأها – أن يتخرج منها علماء همّهم الآخرة، لا ينوون إلا خدمة الدين ابتغاء لمرضاة الله عزّ وجلّ وأدرك كلّ الإدراك أن المدارس الشرعية لو أنتجت علماء همّهم الوحيد طلب رضوان الله عزّ وجلّ وخدمة الدين بإقامة السنّة أينما حلّوا وارتحلوا، فإنهم يصيرون قائمين على الدين، وسببا لنشر الدين في الأمّة.

وعلى عكس ذلك، لو كان هدف العلماء المتخرّجين الدنيا وملذاتها، فلا يكون تعلّمهم لإقامة الدين، بل يستخدمون الدين لكسب الدنيا.

فأراد أن يعرف نيات الطلاب في تحصيل العلم، فغيّر زيه وأخفى نفسه وذهب إلى المدرسة النظامية – وكانت أعظم مدرسة أنشأها في بغداد – ليسأل الطلّاب عن نياتهم في طلب العلم.

فلما دخل المدرسة، سأل أحد الطلاب: لماذا تطلب العلم؟ قال: والدي قاض، فأنا أطلب العلم لأصير قاضيا أيضا وأكسب المال.

ثم أقبل على طالب آخر وسأله نفس السؤال، فأجاب: والدي مفتٍ، فأنا أطلب العلم لأصير مفتيا أيضا وأكسب المال.

وكذلك، سأل عددا من الطلاب نفس السؤال، فأجابوا بأجوبة متشابهة – فحواها أنهم يطلبون العلم ليحتازوا منصبا ساميا يكسبهم مالا وجاها.

فلما سمع أجوبتهم، أدرك أن نيتهم في طلب العلم هو كسب الدنيا لا ابتغاء مرضاة الله. فحزن حزنا شديدا وأحس بأن الآلاف من الدراهم التي تبذل – لا تنفق على من يطلب العلم بالنية الصحيحة، فقرّر أن يغلق المدرسة على الفور.

وبينما هو يفكّر، إذ وقع نظره على طالب يجلس لوحده في زاوية مشتغلا بكتبه، تبدو عليه علامات الفقر. فسأله نظام الملك عن سبب طلبه العلم، فقال: عرفت أن لي ربّا خلق السموات والأرض وخلقني. فإذا كان هو خالقي، فلا بدّ أن أرضيه في كل آن وحين وأن أجتنب عصيانه، فلذلك أطلب علم الدين (الشريعة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم)، حتى أعلم كيف أرضي الله عزّ وجلّ وأبتعد عن غضبه. وكان ذلك الطالب الإمام الغزالي رحمه الله. كان طالبا آنذاك، لم ينتشر صيته ولم تطبق شهرته الآفاق.

فلمّا سمع نظام الملك جوابه، امتلأ قلبه سرورا وابتهاجا، وقرّر أن لا يغلق المدرسة. ثم أظهر نفسه للإمام الغزالي رحمه الله وقال له: لما اطلعت على نيات الطلاب في هذه المدرسة وهي أنهم يطلبون العلم للدنيا، قررت أن أغلق المدرسة، لكني الآن قررت أن لا أغلقها لما رأيتُ من إخلاصك في طلب العلم.

]]>
استقامة سيدنا سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه على الإيمان https://ihyaaussunnah.com/?p=3133 Mon, 05 Feb 2024 13:50:08 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3133

عن أبي عثمان رحمه الله أن سيدنا سعدا رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية فيّ: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما،

قال: كنتُ برّا بأمي فلمّا أسلمتُ قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعيَّر بي (بأنك كنت سبب موتي) فيقال: يا قاتل أمه قلت: لا تفعلي يا أمه إني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت ثلاثة أيام لا تأكل ولا تشرب، وأصبحتْ وقد جهدت فلما رأيت ذلك، قلت يا أمه! تعلمين -والله- لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني، إن شئت فكلي أو لا تأكلي.

فلما رأت ذلك (استقامته وثباته على الإيمان)، أكلتْ (من صحيح مسلم، الرقم: ١٧٤٨، سير أعلام النبلاء ٣/٧٦)

]]>
سنن الشرب وآدابه https://ihyaaussunnah.com/?p=3129 Tue, 30 Jan 2024 15:36:06 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3129 للشرب سنن وآداب، منها ما يتعلق بالأدعية المأثورة قبل الشرب أو أثناءه أو بعده ومنها ما يتعلق بطريقة الشرب.

هذا إلى أن السنّة أرشدتنا إلى مقدار ما ينبغي أن يُشرب دفعة واحدة كي لا يلحق الشارب ضرر في صحته. فالشرب على الطريقة الصحيحة ينفع صحة الإنسان، والصحة تساعده على عبادة الله عزّ وجلّ.

وإذا أمعننا النظر في تعاليم الإسلام المتعلقة بالشرب تبيّن لنا أنها لوحدها تكفي لإظهار حسن الإسلام وكماله.

فالإسلام علّم الإنسان كيف يقضي حاجته البسيطة – الشرب – بأفضل الطرق وكيف يشكر الله تعالى على نعمه وآلائه التي لا تعدّ ولا تحصى.

والمرء – بالتمسّك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكاملة في جميع شعب حياته (كسنن الأكل والشرب واللبس ومعاملة الناس) – يعيش عيشة طيبة بعزة وكرامة.

]]>
سيدنا سعد رضي الله عنه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم https://ihyaaussunnah.com/?p=3123 Mon, 29 Jan 2024 14:14:37 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3123

عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة (أي: بعدما هاجر إلى المدينة المنوّرة) ليلة. قال: ليت رجلا صالحا يحرسني الليلة.

قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها: فبينما نحن كذلك إذ سمعنا خشخشة السلاح، فقال صلى الله عليه وسلّم: من هذا؟ فقال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ فقال سيدنا سعد رضي الله عنه: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام (جامع الترمذي، الرقم: ٣٧٥٦)

ورويت عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحْرَس (يحرسه الصحابة رضي الله عنهم) حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس، فقال لهم: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله (جامع الترمذي، الرقم: ٣٠٤٦)

]]>
روضة الحبّ – ٤٨ – تنال زبيدة مغفرة الله بسبب تعظيمها الأذان https://ihyaaussunnah.com/?p=3119 Tue, 23 Jan 2024 04:28:38 +0000 https://ihyaaussunnah.com/?p=3119 إن الغرض من خلق الله عزّ وجلّ الدنيا وإرسال الأنبياء والرسل إليها إقامةُ الشريعة  – الدستور الإلهي.

فكما تأمر حكومة كل دولة سكانها وتطالب بتعظيم دستوراتها وإقامتها في أرضها، كذلك أمر الله عزّ وجلّ – ملك الملوك وخالق جميع الكائنات – الخلق أن يقيموا دستوره الإلهي في الأرض وأن يعظّموه.

والفرق بين دستورات الحكومات الدنيوية ودستور الله عزّ وجلّ أن الدستورات الدنيوية من صنيع الإنسان، فهي ناقصة، ذات جهة واحدة، تراعي مصالح الحكومة وبعض الناس ولا تبالي بمصالح الآخرين.

وعلى عكس ذلك، دستور الله شامل كامل يعلّم الإنسان كيف يؤدّي حقوق الله عزّ وجلّ وكافّة الخلق بأحسن طريق وأعدله، بحيث يستطيع الإنسان أن يعيش بعزّة وطمأنينة ققوكرامة في جميع شعب الحياة، وأن يُسْعِد الآخرين.

لا شكّ أن الأنبياء العظام ومن تبعهم من الصالحين قد ضحّوا بحياتهم لإقامة الشريعة في الدينا والحفاظ عليها، لأنهم علموا أن ذلك أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ. فإذا عظّم الإنسان الشريعة – أي شيء يتعلّق بها -، فذلك سبب يقيني ليحظى العبد بمرضاة الله عزّ وجلّ ومغفرته.

وقد حكيت قصص عديدة في التاريخ تدلّ على مغفرة الله عزّ وجلّ لمن عظّم شيئا من أمور الدين. وفيما يلي قصة مؤثّرة عن مغفرة الله عزّ وجلّ لزبيدة لتعظيمها الأذان.

كانت زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد. ومن أعمالها الخيرية أنها أمرت بحفر قناة بين وادي النعمان ومكّة المكرمة لسقي أهل مكة المكرمة والحجّاج. هذا إلى أنها طوّرت الطريق بين بغداد ومكّة المكرّمة للحجّاج والمسافرين وقامت بإنشاء تسهيلات ومرافق لهم ببناء الدور للمسافرين وحفر الآبار وإقامة الأمن لهم. فلم يزل يستفيد من أعمالها الخيرية آلاف من الناس عبر القرون.

حكي أنها جلست يوما وبين يديها جوار لها وصويحبات يتحدثن في انشراح وطرب، وإذا بصوت المؤذن، فأسكتتهن هيبة وتعظيما لله تعالى وقالت لهن: قلن كما يقول المؤذن.

فلما ماتت، رئيت في المنام وهي جالسة على كرسي جليل الوصف، فقيل لها: ما فعل الله بك؟ قالت: غفر لي

قيل: بحفرك الآبار والمصانع وفعلك بطريق مكة ما فعلت؟ قالت: لا، تلك أموال كانت مغصوبة، رجع ثوابها إلى أربابها.

قيل: فبماذا؟ قالت: لما متُّ، أوقفني الحق (الله عزّ وجلّ) بين يديه وقال: يا ملائكتي، هذه زبيدة التي ذكرتني في وقت لذتها، أشهدكم أني قد غفرت لها. (من مرآة الزمان ١٤/١٥٧، والإشارات في علم العبارات صـ ٨٧١)

وفّقنا الله عزّ وجلّ لتعظيم الأذان وكلّ ما يتعلّق بالدين.

]]>