عن سيدنا أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفّوا بهم ثم بعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك صلى الله عليه وسلم ويسئلونك لآخرتهم وديناهم فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي فيقولون يا رب إن فيهم فلانا الخطاء إنما اغتبقهم اغتباقا (أي: أدرك مجلسهم في آخره) فيقول تبارك وتعالى: غشوهم رحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم (مسند البزار، الرقم: ٦٤٩٤، وسنده حسن كما في القول البديع صـ ٢٦٧)
سبب الفوز برضى الله عزّ وجلّ
حكي أن عالما كبيرا – وكان من خلفاء الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله – جاء إلى الشيخ يونس الجونفوري رحمه الله وقال له: يا شيخ! أشعر بأن الله غير راض عني، فدلّني على ما يرضي الله عني.
فبكى الشيخ يونس رحمه الله وقال: ومن أنا؟! أنا أفقر عباد الله! فكيف أدلّك على طريق تقوية علاقتك مع الله؟ فقال العالم: أرجوك أن تدلّني، فأنت على دراية تامة بالسنة النبوية ومنّ الله عزّ وجلّ عليك بعلم وافر وتقوى وورع.
فأجاب الشيخ يونس رحمه الله: الذي أعلم هو أنك إذا أرضيت صاحب المدينة (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم)، رضي الله عنك.
فسأل الشيخَ يونس رحمه الله أن يوضّح له كيف يرضي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأجاب رحمه الله: قم بشيئين:
١. أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
٢. احرص كل الحرص أن تبحث عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعمل بها. حتى ولو لم تكن لك حاجة في القيام بشيء، احرص أن تقوم به حتى تعمل بالسنّة، كما إذا لم تكن بك حاجة في شرب الماء، اجلس واشرب الماء لتعمل بالسنن المتعلّقة به. فإذا فعلت ذلك، رضي الله عنك. والشاهد على ذلك قول الله عزّ وجلّ: قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعونى يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ (سورة آل عمران: ٣١).
رجع العالم إلى الشيخ يونس الجونفوري رحمه الله بعد شهر وقبّل يديه وقال: إن الله عزّ وجلّ راض عني!
فسأله الشيخ يونس الجونفوري رحمه الله: كيف تعلم أن الله راض عنك الآن وأنه لم يكن راضيا عنك سابقا؟
فقال العالم: في السابق، لم أكن أجد الشوق والحرص على أداء الصلاة ولم أكن أجد لذّة في ذكر الله عزّ وجلّ، وكنت أحس بالقلق والتوتر. وأما الآن، فإن الله عزّ وجلّ راض عني، فأجد الحرص والاشتياق إلى الصلاة، وأجد لذّة في الذكر. وعندي دليل أعظم على أن الله عزّ وجلّ راض عني وهو أني حظيت برؤية سيدنا رسول الله في المنام وقال لي: أنا راض عنك الآن. (مترجم من أشرف الجرائد جون صـ ٢٠٢٣)