الرئيسية / روضة الحب / روضة الحب – ٤

روضة الحب – ٤

إِلامَ يدعو الإسلام

لما بدأ الناس يدخلون في دين الله في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاعت رسالة الإسلام وذاعت في مشارق الأرض ومغاربها، رغب سيد بني تميم أكثم بن صيفي في التعرف على الإسلام، فبعث رجلين من قبيلته ليفتّشا عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه.

ولما وصلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت، وما أنت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما من أنا فأنا محمد بن عبد الله، وأما ما أنا؟ فأنا عبد الله ورسوله قال: ثم تلا عليهم هذه الآية: اِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ الآية، قالوا: اردد علينا هذا القول، فردده عليهم حتى حفظوه، فأتيا أكثم فقالا أبى أن يرفع نسبه، فسألنا عن نسبه فوجدناه زاكي النسب وقد رمى إلينا بكلمات قد سمعناها، فلما سمعهن أكثم قال: إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها (أي مساويها)، فكونوا في هذا الأمر رؤوسا ولا تكونوا أذنابا. (تفسير ابن كثير ٤/٥١٢)

الرسالة العميقة التي تتضمنها هذه الآية الكريمة هي في الحقيقة رسالة الإسلام وروحه. فهي تؤكد أهمية أداء حقوق الله تعالى وحقوق الخلق، كما أنها تدعو إلى المحبة والمودّة والألفة والأخوة والعفاف والإكرام. ولذلك قال سيدنا عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: إنها أجمع آية في القرآن الكريم.

وعصارة هذه الآية المباركة أن الله تعالى دعا فيها إلى التمسك بثلاث خصال ونهى عن ثلاث:

أما ما أمر بالتمسك بها فهي:

(١) العدل: أي أداء حقوق الله وحقوق خلقه مع العدل والإنصاف

(٢) الإحسان: وهو البر بالخلق والعطف عليهم أكثر مما يقتضيه العدل

(٣) إيتاء ذي القربى: وهو أن يخص الإنسان أقاربه بمزيد من الإحسان والشفقة لعظم حقهم.

وأما ما نهى عنها فهي:

(١) الفواحش

(٢) والمعاصي

(٣) وجميع أنواع الظلم.

شاهد أيضاً

يتصدق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ببستانه كفارة لفوات صلاة الجماعة في المسجد – روضة الحبّ – ٥٠

أمر الله عزّ وجلّ المؤمنين في القرآن الكريم بإقامة الصلاة، والمراد من إقامة الصلاة أداؤها …