قبل وقعة غزوة بدر، لما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قافلة قريش التجارية المحمّلة بأموالهم قد غادرت الشام متوجّهة إلى مكة المكرمة، بعث سيدنا طلحة بن عبيد الله وسيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنهما لاستقصاء أخبار القافلة. وكان ذلك قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من المدينة المنورة إلى بدر بعشر ليالٍ.
سافر سيدنا طلحة وسيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنهما حتى بلغا مكانًا يُقال له “الحوراء”، فمكثا هناك حتى مرت القافلة، ثم انطلقا مسرعين إلى المدينة المنورة ليُخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خبرُ القافلة قبل رجوعهما، فخرج من المدينة المنورة مع جماعة من الصحابة لاعتراض القافلة.
وقبل مغادرة المدينة، حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة على اللحاق بالقافلة واعتراضها، وقال لهم: لعل الله يغنمناها.
وصل سيدنا طلحة وسيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنهما المدينة المنورة في اليوم الذي لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه النفير من قريش ببدر. فخرجا من المدينة يعترضان (ليلتحقا ب) رسول الله فلقياه بتُربان منصرفا (راجعا) من بدر.
وعلى الرغم من أن سيدنا طلحة بن عبيد الله وسيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنهما لم يشهدا القتال، ضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم من غنائم الحرب، ووعدهما بأن لهما أجر من شارك في بدر.
وفي بعض الروايات أن سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ضرب لهما بسهم من الغنيمة: وأجري (أي: هل لنا أجر كأجر أهل بدر؟)، فأكّد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما سينالان أجر من شهد بدرًا.
وقد شهد سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه جميع الغزوات الأخرى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. (من طبقات ابن سعد 3/293)