تقع حروب عديدة بين جيش المهدي رضي الله عنه والكفار قبل نزول سيدنا عيسى عليه السلام من السماء. وبعدما يهزم المهدي رضي الله عنه الأعداء في كل حرب، تقع الحرب الأخيرة بين جيش المهدي رضي الله عنه وجيش الدجّال.
فقد ورد في حديث عند الحاكم أن الدجال يأتي إلى جبل إيلياء (ببيت المقدس) فيحاصر عصابة من المسلمين، فيقول لهم الذين عليهم (أي: فيقول قائدو المسلمين ومنهم المهدي رضي الله عنه لهم): ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم فيقتل الدجال ويهزم أصحابه (المستدرك على الصحيحين للحاكم، الرقم: ٨٦١٢)
و وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية نزول سيدنا عيسى عليه السلام قائلا: (يهبط) واضعا يديه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ (سنن الترمذي، الرقم: ٢٢٤٠)
وفي رواية أحمد: وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران (فيهما صفرة خفيفة) كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل (مسند أحمد، الرقم: ٩٢٧٠)
فالناس لايتمكنون من رؤية الملائكة، إلا المسلمين ، فهم يدركون عند نزوله أنه واضع يديه على جناحي ملكين، لأن ذلك يوافق الوصف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المبارك عن نزوله.
كيف يقتل سيدنا عيسى عليه السلام الدجال
ذات مرة، خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم وذكر لهم الفتنة العظيمة والفساد الكبير الذي يسود الأرض عند خروج الدجّال. فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟ (كان العرب معروفين بالشجاعة في الحروب، فأرادت أن تعلم أين يكونون ولم لا يحاربون الدجال )
فقال صلى الله عليه وسلم: هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح (المهدي رضي الله عنه)، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم عليه السلام الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري، ليتقدم عيسى عليه السلام يصلي بالناس، فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف، قال عيسى عليه السلام: افتحوا الباب (باب بيت المقدس ليبدأ القتال) ، فيفتح، ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هاربا.
ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله، فيهزم الله اليهود
فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة- إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم، لا تنطق- إلا قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي فتعال اقتله. (سنن ابن ماجة، الرقم: ٤٠٧٧)
وفي رواية صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإذا رآه (سيدَنا عيسى عليه السلام) عدوُّ الله (الدجّالُ)، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته (صحيح مسلم، الرقم: ٢٨٩٧)