الرئيسية / أشراط الساعة / الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية – أشراط الساعة – ١٧

الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية – أشراط الساعة – ١٧

بعد خروج المهدي رضي الله عنه، يمكّن الله المسلمين في الأرض. فإذا أدرك النصارى أن المسلمين ينتصرون ويزدادون قوة كل يوم، يعدّون جندا عظيما لشنّ الحرب ضد المهدي رضي الله عنه والمسلمين.

فقد روي أن النصارى سيجتمعون من جميع البلاد لمحاربة المسلمين، فيأتون تحت ثمانين غاية (أي: راية) تحت كل غاية اثنا عشر ألفا، فيكون المجموع تسعمائة وستين ألفا، ما جاء في الحديث الشريف: فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا (صحيح ابن حبان، الرقم: ٦٧٠٨)

فتنشب حرب شرسة بين الأعماق ودابق (موضعان بالقرب من حلب) بين النصارى والمسلمين، وآنذاك يقود المهدي رضي الله عنه قائد المسلمين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا (أي: للقتال)، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث (ويفرّون من القتال) لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا (صحيح مسلم، الرقم: ٢٨٩٧)

وبعد هذا الفتح، ييأس الكفار من التسلّط والغلبة على العالم، فيعدّ المهدي رضي الله عنه العدّة لفتح القسطنطينية، التي يتولّاها الكفار في تلك الأيام.

فتح القسطنطينية

يقصد المهدي رضي الله عنه القسطنطينية بسفينته، ومعه سبعون ألفا من بني إسحاق، يركبون سفينته رضي الله عنه، فإذا وصلوا إلى جدر المدينة، يصيحون: لا إله إلا الله، فتسقط الجدر ببركة كلمة لا إله إلا الله، فيدخلها المسلمون فاتحين له.

والفترة بين الملحمة الكبرى وفتح المهدي رضي الله عنه القسطنطينية قرابة ست سنين، ثم يخرج الدجال في السنة السابعة.

فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم، يا رسول الله

قال صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون (صحيح مسلم، الرقم: ٢٩٢٠)

وفي روايتي سيدنا أبي هريرة وسيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما عند مسلم: فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح (الدجال) قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون (من القسطنطينية)، وذلك (الخبر) باطل، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ – أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، فإذا جاءوا الشأم خرج (صحيح مسلم، الرقم:٢٨٩٧-٢٨٩٩)

وفي رواية أخرى، قال صلى الله عليه وسلم: عمران بيت المقدس خراب يثرب (خلوّها من الهداية)، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال (سنن أبي داود، الرقم: ٤٢٩٤)

شاهد أيضاً

وصف سيدنا عيسى عليه السلام – أشراط الساعة – ١٤

بعث الله عزّ وجلّ سيدنا عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل. وكان مما أمر به …