الرئيسية / روضة الحب / الجوّال – سيف ذو حدين – روضة الحبّ – ٦٢

الجوّال – سيف ذو حدين – روضة الحبّ – ٦٢

الجوّال اختراع من اختراعات العصر الحديث، وفي أيامنا الحالية، يعتبره أكثر الناس من حوائج الحياة، كما أن الكثيرين يعتمدون عليه للتواصل مع أسرهم، ولإدارة تجاراتهم، ولشراء احتياجاتهم عبر الإنترنت، ولحجز رحلاتهم وما إلى ذلك.

وعلى الرغم من أن حياة الناس اليومية والاجتماعية والاقتصادية تعتمد إلى حد كبير على هذا الجهاز، إلا أن الكثيرين لا يدركون حقيقية الجوّال، وهو أنه سيف ذو حدين، يمكن أن يكون وسيلة لبناء الإنسان أو لهدمه.

وإذا أمعننا النظر في الجوّال، أدركنا أنه يمكن أن يستفاد منه كثيرا، ولكن في نفس الوقت، هو يحمل قدرة التأدية إلى ضرر.

فوائد الجوّال

وفيما يلي بعض الفوائد المستفادة من الجوّال:

١. يستطيع من في الشرق أن يتواصل مباشرة بمن في الغرب بكل سهولة.

٢. يمكن الحصول على كميات هائلة من المعلومات في ثوانٍ معدودة من مواقع الإنترنت.

٣. يمكن الاطلاع على حلول للمشاكل المعقّدة، من الصحة إلى التمويل أو معظم القضايا التي تؤثر في حياتنا اليومية، وذلك بالبحث على الإنترنت.

٤. بضغطة زر واحد، يمكن للشخص أن يقوم بعمليات شراء لاحتياجاته اليومية أو الأسبوعية، وإجراء المدفوعات التجارية، وغير ذلك.

٥. يمكن للناس أن يتواصلوا مع أفراد عائلاتهم، أو إخبارهم يما يهمّهم، رغم المسافات التي تفصل بينهم.

أضرار الجوّال

على الرغم من أن للجوّال فوائد عديدة وأنه يلعب دورًا مهمًا في توفير احتياجات الناس المذكورة، فإنه لا يمكن إنكار حقيقته وهو أنه سيف ذو حدين،  يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة ودمار كبير إذا لم يستخدم على الطريقة الصحيحة.

فمن الأضرار والمشاكل التي يسبّبها الجوّال:

١. بضغط زر واحد، يمكن للشخص أن يشاهد أسوأ الآثام التي ترتكب على وجه الأرض. كل ما يمكن أن يثير الشهوات ويهيج الرغبات الجنسية متاح على الجوّال للجميع من غير قيود.

٢. تعود نسبة كبيرة من البيوت المدمرة والزواج المحطم إلى الاستخدام الخاطئ للجوّال والإنترنت. فكثيرا ما تبدأ العلاقات الغير الشرعية من خلال التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها.

٣. من خلال هذا الجهاز، نجح الكفار في تصدير شرورهم إلى أبعد زوايا العالم، ومن ثم يرتكب الناس الذنوب عبر هذا الجهاز حتى في حال قيامهم بالأراضي المقدسة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحتى وهم في المساجد.

٤. حال الإنترنت – كما لا يخفى – أنه قلّما يسلَم أحد من نجاسته حتى ولو كان مستخدمه متدينا يستعمله للبحث عن محتوى حلال، فيظهر الحرام على الشاشة من غير قصد منه.

٥. التأثيرات السيئة التي أوجدها التلفاز والإنترنت والكمبيوتر كلها اجتمعت في الجوّال، حتى أن الإنسان لا يحتاج إلى الذهاب إلى هوليوود أو بوليوود لإنتاج فيلم؛ هذا الجهاز الموجود في جيب كل شخص، فيه القدرة على فعل ذلك في أي وقت يشاء.

وعصارة الكلام أن الذنوب التي تُرتكب حول العالم عبر الجوّال عظيمة وجسيمة، فقد اُرتكب به من الذنوب ما لم يرتكب عبر قرون عديدة، وذلك لأن هذا الجهاز هو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الأخلاق والقيم الإسلامية في أمة الإسلام بسرعة فائقة.

وقد تجاوز الإنسان جميع الحدود في معصية الله عزّ وجلّ بواسطة الجوّال والإنترنت، وهو يعتبرهما وسيلتين للتقدم والتطور.

ضبط النفس عند استخدام الجوّال

إذا أدركنا أن للجوّال فوائد وأضرارا، فكيف يجب على المؤمن أن يستخدم هذا الجهاز؟

فالجواب هو أن المؤمن يجب أن يستخدم هذا الجهاز بطريقة لا يعصي الله تعالى بها، بل يحقّق احتياجاته الجائزة من خلاله.

ويمكن أن يشبّه الجوّال بالبنك الذي يودع الشخص فيه أمواله للحفاظ عليها فقط. فالمؤمن يدرك أن البنك مؤسسة تعتمد على الربا، وأن جميع نشاطاته تدور حول الربا. ومع ذلك، فقد أجيز استخدام خدمات البنك بقدر الحاجة نظرًا لصعوبة إدارة الأعمال دون حساب بنكي، لكن من غير الوقوع في الربا أو الاستفادة من البنك بأي شكل من الأشكال.

وهكذا ينبغي أن يستخدم الإنسان الجوّال بقدر الحاجة لإجراء اتصالاته وإرسال الرسائل والبريد الإلكتروني، وما إلى ذلك. أما بالنسبة للميزات الأخرى في الجوال التي قد تؤدي إلى الوقوع في الحرام، فلا يجوز للإنسان استخدامها إذا كانت تؤدي إلى الوقوع في الحرام.

وبما أن معظم الناس يقعون في الحرام خلال هذا الجهاز، يرى كثير من علمائنا أنه ينبغي الحصول على جوّال بسيط لا يحتوي على الميزات التي قد تسبّب الوقوع في الحرام.

شاهد أيضاً

الإسلام – الدين الوحيد المقبول عند الله عزّ وجلّ – روضة الحبّ – ٥٧

منذ آلاف من السنوات قبل الإسلام، كان مردة الجن والشياطين يصعدون إلى السماء، ويسترقون السمع …