الرئيسية / الصحابة / يظهر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه السامية للأمة عمليًا

يظهر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه السامية للأمة عمليًا

يُري سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته مكانة الصحابي الجليل أبي عبيدة رضي الله عنه السامية عمليًا

ذات مرة، بينما كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا مع سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر وسيدنا أبي عبيدة بن الجراح ونفر من أصحابه رضي الله عنهم، إذ أتي بقدح فيه شراب، فناوله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة رضي الله عنه.

لكن أبا عبيدة رضي الله عنه – من شدّة تعظيمه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – أبى أن يشرب أوّلا، فقال: أنت أولى به يا رسول الله.

فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: خذ (القدح واشرب أوّلا)، فأخذ سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه القدح.

لكن من أجل شدة تعظيمه وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يشرب: خذ يا نبي الله (واشرب أوّلا).

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشرب فإن البركة مع أكابرنا (أي أن الأمة ستتمتع بالبركة والخير من الله تعالى إذا وقروا كبارهم و قدموهم  في الأمور) فمن لم يرحم صغيرنا، ويجلّ كبيرنا فليس منا.

ملاحظة: إذا تعامل الإنسان مع كباره، فالسنة أن يظهر لهم الحب والاحترام. وعلامة ذلك أن يُقدّمهم على نفسه.

نظرا إلى ذلك، عندما قدّم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو إمام الأنبياء والرسل – القدح لسيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه ليشرب أوّلًا، لم يرد سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه أن يشرب قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وطلب منه مرتين أن يبدأ بالشرب، لأنه صلى الله عليه وسلم أحق بذلك.

لكن عندما أمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرب أولًا، امتثل أمره على الفور، لأن إطاعة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو الكبار) أولى للإنسان من الإتيان بما يقتضيه الأدب والاحترام، فالأمر فوق الأدب ويكون ذلك موافقا للسنّة في مثل تلك الحالة.

وفي هذه القصة، نرى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يُظهر أمام مرأى ومسمع من أصحابه المنزلة العالية والمكانة السامية التي يحظى بها سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه، حتى يوقّره الناس ويعطوه حقه من الاحترام.

ولقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقدر أن يظهر للصحابة رضي الله عنهم ولسائر الأمة مكانة سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه ببيان فضائله فقط، وقد فعل ذلك عندما قال عن أبي عبيدة رضي الله عنه: إنه أمين هذه الأمة.

ولكن الطريقة الأخرى التي استخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لإظهار مكانة سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه هي أن يُري الصحابة والأمة عمليًا،  موقفًا يُدركون من خلاله شرفه وعظمته، حتى يحترموه ويوقّروه. و  لأجل ذلك طلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب أولًا، ليرى الأمة مكانته المرموقة و يطلعوا على شرفه العظيم.

شاهد أيضاً

جود سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه وزهده في الدنيا

ذات مرة، أخذ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أربعمائة دينار فجعلها في صرة، …