الرئيسية / روضة الحب / روضة الحب – المقدمة

روضة الحب – المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد

فإن الله – جلت قدرته – جعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وأشرف الأنبياء وجعل أمته صلى الله عليه وسلم خير الأمم وختم به النبوة.

وفي الحديث الشريف سميت أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمة المرحومة أي الأمة التي خصها الله تعالى بواسع رحمته وفضله.

ومن ميزات شريعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى نسخ بها سائر الشرائع السابقة فلا شريعة مقبولة عند الله سوى الإسلام، ولا دين يقبل عنده إلا دين الإسلام إلى يوم القيامة، كما صرح به سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّٰهِ الْإِسْلَامُ (آل عمران: ١٩) أي لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم،  فمن لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل (تفسير ابن كثير ٢/٢٥)

وقال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (المائدة: ٣)

تنص هذه الآية الكريمة على أن دين الإسلام كامل وشامل لجميع ما يحتاج إليه الإنسان في حياته ويرشده إلى مافيه صلاح دنياه وأخراه، كما أنه هو الحل الوحيد لجميع المشاكل العالمية ولا يمكن إعادة السعادة والسلامة إلى العالم إلا به.

هذه هي الحقيقة التي لا ينكرها عاقل، أما ما يخطر ببال بعض الناس أن المسلمين يدعون أن دينهم الإسلام يقدم الحلول لجميع مشاكل الحياة، فلماذا يعاني المسلمون من أنواع البليات والمشكلات في شتى أنحاء العالم؟!

فجوابه أن الأزمات والمشكلات التي تصب على المسلمين شرقا وغربا إنما ترجع إلى نبذهم تعاليم الإسلام وراء ظهورهم وعدم تمسكهم بدينهم وعدم التزامهم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناحي حياتهم الفردية والاجتماعية.

فالصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يجسدون تعاليم الإسلام ويمثلونها كل تمثيل أينما ذهبوا وأينما حلوا. فكانوا يدعون إلى الإسلام بأعمالهم قبل أقوالهم. وبرؤية عدلهم وإنصافهم، وأخلاقهم السامية وشمائلهم الكريمة، كان الكفار يسارعون ويبادرون إلى اعتناق الإسلام ويدخلون في دين الله أفواجا.

وهكذا فلو زين المسلمون حياتهم وأخلاقهم بتعليمات الإسلام السمحة في الزمن الحاضر، لشاع الإسلام وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها كما شاهده العالم في زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

في زمننا الحاضر، يعاني المسلمون من انحطاط ديني تتجلى مظاهره في (١) ضعف الإيمان بالله  (٢) تفرق الأمة (٣) فقد الحياء والحشمة (٤) تقليد عادات الكفار والتشبه بهم. وهذا الانحطاط أدى إلى ضعف شوكتهم وانهيار قوتهم.

نظرا إلى أوضاع المسلمين هذه، أحسسنا بحاجة ماسة إلى بدء سلسلة دينية تهدف إلى إشاعة تعليمات الإسلام الغراء موجزة لنتمكن من إشعال حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودينه وشريعته في قلوب المسلمين حتى يدركوا مجدهم الغابر.

ندعو الله تعالى أن يتقبل هذا الجهد المتواضع وأن يجعله مفتاحا لإحياء السنة المباركة في جميع الأمة، آمين يارب العالمين.

شاهد أيضاً

روضة الحبّ – ٤٨ – تنال زبيدة مغفرة الله بسبب تعظيمها الأذان

إن الغرض من خلق الله عزّ وجلّ الدنيا وإرسال الأنبياء والرسل إليها إقامةُ الشريعة  – …