معرفة الله جل جلاله
الله تعالى خالق كل شيء في الكون ورازقه. وهو الذي خلق السماء وما فيها من شمس وقمر ومجرّة ونجوم وكواكب وغيرها وهو الذي خلق الأرض وما فيها.
كل من تفكر في هذه المخلوقات وأدرك جمالها وعظمتها، عرف حقا عظمة خالقها وقدرة بارئها.
ولذلك يدعونا الله تعالى إلى التفكر والتدبر في خلقه لنتعرف على عظمته ونعرف قدرته سبحانه وتعالٰى قائلًا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰوٰت وَالْاَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيٰتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٠﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿آل عمران: ١٩١﴾
وحكي عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه سأله زنديق عن دليل وجود الصانع، فأجاب مرتجلا: هذا ورق التوت طعمه وريحه ولونه واحد تأكله الدود فيخرج منه الإبريسم، وتأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاة والبعير والأنعام فتلقيه بعرا وروثا، وتأكله الظباء فيخرج منها المسك وهو شيء واحد، فمن ذا الذي جعلها كذلك مع أن الطبع واحد.(شرح العقيدة الطحاوية للغزنوي صـ ٤٢، تفسير ابن كثير ١/١٩٧)
وبعد معرفة قدرة وعظمة خالقنا وبارئنا سبحانه وتعالٰى، علينا أن نتفكر في حبه تعالى البالغ لخلقه ورحمته عليهم، فكم من نعمة يسبغها علينا وكم من بركة يفيضها علينا على الرغم من معاصينا وذنوبنا وإسرافنا وعدم استحقاقنا لها.
ندعو الله تعالى أن يوفقنا لأن نتوب إليه وأن يجعلنا مطيعين له، شاكرين لنعمه.