إحياء السنة إحياء سنة رسول الله ﷺ
سيدنا عيسى عليه السلام نبي من الأنبياء الذين امتازهم الله برتبة عالية من بين الأنبياء، فأنزل عليه كتابا – التوراة – وخصّه بشريعة. وقد أرسله الله عزّ وجلّ قبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل (مسند أحمد، الرقم: ٩٢٧٠)
أرسل الله سيدنا عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل، فلم يؤمنوا به وأنكروه، بل حاولوا أن يقتلوه، لكن الله عزّ وجلّ نجاه ورفعه إلى السماء وهو حي، فهو – إلى الآن – حي في السماء، وسيبعثه الله عزّ وجلّ إلى الأرض قبل القيامة.
فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم صلى الله عليه وسلم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد (صحيح مسلم، الرقم: ١٥٥)
نزول سيدنا عيسى عليه السلام – علامة من علامات الساعة الكبرى
إن نزول سيدنا عيسى عليه السلام يعدّ من علامات الساعة الكبرى التي تقع قبل القيامة.
قال الله عزّ وجلّ: وَإِنَّهُ (أي: عيسى عليه السلام) لَعلمٌ (أي: علامة) لِلسّاعَةِ فَلا تَمتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعونِ هٰذا صِرٰطٌ مُستَقيمٌ (سورة الزخرف: ٦١)
وعن سيدنا حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه أنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم (صحيح مسلم، الرقم: ٢٩٠١)
سيقتل سيدنا عيسى عليه السلام الدجّال كما يعتقده أهل السنة والجماعة
من مقاصد بعثة سيدنا عيسى عليه السلام إلى الأرض قبل القيامة قتلُ المسيح الدجال. فقَتْلُ عيسى عليه السلام المسيحَ الدجّالَ من عقائد أهل السنة والجماعة.
قال القاضي عياض رحمه الله: ويقتله عيسى عليه السلام ويثبّت الله الذين آمنوا. هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار (علماء العقيدة).
