الزكاة
الزكاة إحدى أركان الإسلام الخمسة، فرضت في السنة الثانية بعد الهجرة النبوية قبل فرض صيام رمضان.
قد وردت آيات عديدة وأحاديث كثيرة في فضل الزكاة والأجر العظيم على أدائها.
فعن الحسن رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حصّنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع (مراسيل أبي داود، الرقم: ١٠٥، وقال المنذري في الترغيب والترهيب، الرقم: ١١١٢: رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلا والمرسل أشبه، و قال ابن الغرس ضعيف لكن ورد له شواهد (كشف الخفاء ١/٤١5)
وقال صلى الله عليه وسلم: من أدى زكاة ماله، فقد ذهب عنه شره (المعجم الأوسط للطبراني، الرقم: ١٥٧٩، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، الرقم: ٤٣٣٤: إسناده حسن)
الزكاة استثمار دائم
يتمنى كلّ إنسان أن يحظى بسعادة دائمة وثروة مستمّرة لا تقلّ ولا تفنى، بل تزيد وتنمو في كل لحظة.
وقد منّ الله عزّ وجلّ علينا أن أتاح لنا الفرصة للتمتّع بتلك السعادة الدائمة، وذلك بأداء الزكاة. فإذا أدّى الإنسان الزكاة، حظي باستثمار دائم – استثمار في الآخرة لا يفنى أبدا، بل يزيد ويكثر حتى إذا وصل إلى الآخرة، يرى أجر تمرة – تصدّق بها ابتغاء لوجه الله -أكثر وأعظم من جبل كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه (ولد الفرس)، حتى تكون مثل الجبل (صحيح البخاري، الرقم: ١٤١٠، وفي رواية مسلم، الرقم: ١٠١٤: حتى تكون أعظم من الجبل)
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: والظاهر أن المراد بعظمها (أي: التمرة) أن عينها تعظم لتثقل في الميزان (فتح الباري ٣/٢٨٠)
وقال الله عزّ وجلّ: مَثَلُ الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم فى سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ فى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضٰعِفُ لِمَن يَشاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَليمٌ (سورة البقرة: ٢٦١)
فالمرء ينال هذا الأجر العظيم بأداء الزكاة إذا أدّاها مخلصا من مال طيب حلال موافقا للشريعة.
ولعلم أنه قد ورد الوعد بأجور عظيمة لمن يتصدّق في سبيل الله، لكن أعظمها لمن يودّي زكاة ماله. فمن أدّاها على وجهها مخلصا، فأجره أكثر وأعظم من أجر الصدقة.