الرئيسية / السنن والآداب / سنن النوم وآدابه – ١

سنن النوم وآدابه – ١

١. لا تضيّع الوقت بعد العشاء في القيل والقال من غير حاجة وينبغي أن تنام في أقرب وقت ممكن حتى تستيقظ لصلاة التهجد وصلاة الفجر على وقتها، نعم إن كان لك عذر في السهر أو أنت بحاجة إلى الكلام بعد العشاء مثل المشاركة في برنامج ديني أو لمذاكرة العلم أو المشاورة فلا بأس بذلك.[١]

فعن سيدنا أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها (صحيح البخاري، الرقم: ٥٦٨)

وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما (سنن الترمذي، الرقم: ١٦٩، وقال: حديث عمر حديث حسن)

وعن سيدتنا عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما قبل العشاء ولا لاغيا بعدها، إما ذاكرا فيغنم وإما نائما فيَسلم (أي من الوقوع في اللغو)

وقالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها: السمر لثلاثة: لعروس أو مسافر أو متهجد بالليل (مسند أبي يعلى الموصلي، الرقم: ٤٨٧٨ و ٤٨٧٩، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، الرقم: ١٧٦١: رجاله رجال الصحيح)

٢. يسنّ النوم على وضوء.

فعن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد بات على طهور ثم تعارّ من الليل فسأل الله شيئا من أمر الدنيا أو من أمر الآخرة إلا أعطاه (سنن أبي داود، الرقم: ٥٠٤٢، سنن ابن ماجة، الرقم: ٣٨٨١، مسند أبي داود الطيالسي، الرقم: ٥٦٤، وقال البوصيري في الإتحاف، الرقم: ٦١٠١: هذا إسناد ضعيف لجهالة بعض رواته، وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت رواه البخاري وأصحاب السنن الأربعة)

٣. انفض فراشك قبل النوم لئلا يؤذيك شيء من الهوامّ والحشرات وغيرها.

فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره (أي حاشيته التي تلي الجسد) فإنه لا يدري ما خلفه عليه (أي: من الهوام والحشرات المؤذيات) (صحيح البخاري، الرقم: ٦٣٢٠)

٤. نظّف فاك بالسواك قبل النوم.[٢]

فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام ليلة ولا ينتبه إلا استنّ (المعجم الأوسط للطبراني، الرقم:٧٩٨٠، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، الرقم: ٢٥٦٨: وفيه من لم أجد من ذكره وقد رواه أحمد من فعل أبي هريرة وفيه محمد بن عمرو وهو ضعيف مختلف فيه)


[١] أشرنا إلى أن علة استحباب التأخير في العشاء هي قطع السمر المنهي عنه وهو الكلام بعدها قال في البرهان: ويكره النوم قبلها والحديث بعدها لنهي النبي  صلى الله عليه وسلم عنهما إلا حديثا في خير لقوله صلى الله عليه وسلم لا سمر بعد الصلاة يعني العشاء الأخيرة إلا لأحد رجلين مصل أو مسافر وفي رواية أو عرس….. وقال الزيلعي وإنما كره الحديث بعده لأنه ربما يؤدي إلى اللغو أو إلى تفويت الصبح أو قيام الليل لمن له عادة به وإذا كان لحاجة مهمة فلا بأس وكذا قراءة القرآن والذكر وحكايات الصالحين والفقه والحديث مع الضيف والمعنى فيه أن يكون اختتام الصحيفة بالعبادة  كما جعل ابتداؤها بها ليمحى ما بينهما من الزلات ولذا كره الكلام قبل صلاة الفجر وتمامه في الإمداد ويؤخذ من كلام الزيلعي أنه لو كان لحاجة لا يكره وإن خشي فوت الصبح لأنه ليس في النوم تفريط وإنما التفريط على من أخرج الصلاة عن وقتها كما في حديث مسلم نعم لو غلب على ظنه تفويت الصبح لا يحل لأنه يكون تفريطا تأمل (رد المحتار 1/368)

[٢] وقال أبو عمر فضل السواك مجتمع عليه لا اختلاف فيه والصلاة عند الجميع أفضل منها بغيره حتى قال الأوزاعي: هو شطر الوضوء ويتأكد طلبه عند إرادة الصلاة وعند الوضوء وقراءة القرآن والاستيقاظ من النوم وعند تغير الفم ويستحب بين كل ركعتين من صلاة الليل ويوم الجمعة وقبل النوم وبعد الوتر (البناية شرح الهداية 1/205)

شاهد أيضاً

سنن السفر وآدابه – ١

۱. يندب أن تصلي ركعتين إذا أردت أن تسافر (مسافة ثمانية وسبعين كيلو)، هذه الصلاة …