كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على أن يصلّي رجال أمته صلاتهم في المسجد مع الجماعة. وكان يغمّه صلىّ الله عليه وسلّم أن يترك أحد الصلاة في المسجد
ويقول: لولا ما في البيوت من النساء والذرية، لأقمت الصلاة صلاة العشاء، وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار وفي رواية: لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم (صحيح مسلم، الرقم: ٦٥١، ومسند أحمد، الرقم: ٨٧٩٦)
وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال لما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أخذ بحلقتي باب الكعبة ثم أقبل بوجهه على الناس فقال يا أيها الناس قالوا لبيك يا رسول الله يفديك آباؤنا وأمهاتنا ثم بكى حتى علا انتحابه فقال يا أيها الناس إني أخبركم بأشراط القيامة إن من أشراط القيامة إماتة الصلوات واتباع الشهوات والميل مع الهوى وتعظيم رب المال (الإشاعة لأشراط الساعة صـ ١٧١)
أهمية صلاة الجماعة في حياة الصحابة رضي الله عنهم
عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حافظوا على هؤلاء الصلوات الخمس، حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيه صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق بين النفاق، ولقد رأيتنا وإن الرجل ليهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف، وما منكم من أحد إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لكفرتم (سنن أبي داود، الرقم: ٥٥٠)
وسئل سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل، لا يشهد جمعة ولا جماعة؟ فقال: هو في النار (سنن الترمذي، الرقم: ٢١٨)