
نقل العلامة الزرقاني رحمه الله القصة الآتية عن الحافظ ابن عساكر رحمه الله بسند جيد:
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صعب على سيّدنا بلالٍ رضي الله عنه أن يبقى في المدينة المنوّرة، لشدّة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما في المدينة المنورة من ذكرياتٍ لا تُنسى تتعلّق برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فانتقل سيدنا بلال إلى داريا (موضع بالشام). وبعد مدة، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو يقول: ما هذه الجفوة (الابتعاد عني) يا بلال، أما آن لك أن تزورني، فانتبه حزينا خائفا،
فركب سيدنا بلال رضي الله عنه راحلته وقصد المدينة المنورة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي بكاء شديدا.
فأقبل سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما فجعل يضمهما ويقبلهما (لحبه لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقالا: نتمنى أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فعلا سيدنا بلال رضي الله عنه سطح المسجد، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما قال: الله أكبر، ارتجت المدينة (بصوته الندي)،
فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ازدادت رجتها، فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن باكيات يتذكرن أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما رؤي يوم أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعده صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك اليوم (من شرح الزرقاني ٥/٧١)
إحياء السنة إحياء سنة رسول الله ﷺ