الرئيسية / الصحابة / سيدنا أبو ذر رضي الله عنه ينتقل إلى الشام والربذة

سيدنا أبو ذر رضي الله عنه ينتقل إلى الشام والربذة

بالنظرِ إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم المليئة بالزهد والتقلل من الدنيا، وبسبب سماع الوعيد الشديد لمن يملك المال ولا يؤدي حقوقه وحقوق الخلق منه، رسخ في قلب سيدنا أبي ذر رضي الله عنه نفور شديدٌ من المال، حتى صار يكره ادّخار المال ولا يحب أن يرى الناس يدخرون عندهم أموالًا زائدة عن حوائجهم.

ومن أجل ذلك كان سيدنا أبو ذر رضي الله عنه ينصح أهل المدينة المنورة باستمرار بترك ادخار أي مال زائد.

ولما شق على أهل المدينة المنورة كثرة تحذير سيدنا أبي ذر رضي الله عنه لهم من ادخار المال الزائد، طلب منه سيدنا عثمان رضي الله عنه أن ينتقل إلى الشام.

فلما انتقل إلى الشام، كان يكره أن يرى الناس يدخرون مالا زائدا ، فبدأ ينصحهم ويعنفهم في هذا الأمر، حتى صار الناس يجدون صعوبة في العيش معه.

فدعاه سيدنا عثمان رضي الله عنه إلى المدينة المنورة، ولكن لما صعب عليه العيش في المدينة المنورة أيضا لنفس الأمر، طلب منه سيدنا عثمان رضي الله عنه أخيرا أن ينتقل إلى الربذة، وهي موضع على بعد من المدينة المنورة.

وما جرى لسيدنا أبي ذر رضي الله عنه في حياته من انتقاله من مكان الى مكان، كان في الحقيقة تحقيقا لما أخبره به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كما روي عن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في مسجد المدينة، فضربني برجله، فقال: ألا أراك نائما فيه؟: قلت: يا نبي الله، غلبتني عيني.

فقال صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع إذا أخرجت منه (المدينة المنورة)؟

قال سيدنا أبو ذر رضي الله عنه: آتي الشام الأرض المقدسة المباركة.

فقال صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع إذا أخرجت من الشام؟ قال: أعود إليه (المدينة المنورة).

فقال صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع إذا أخرجت منه؟

قال: ما أصنع يا نبي الله، أضرب بسيفي؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا؟ تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك (مسند أحمد، الرقم: ٢١٣٨٢)

شاهد أيضاً

سيدنا أبو ذر رضي الله عنه يكرم جيرانه

عن عيسى بن عميلة رحمه الله أنه قال: أخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة …