الرئيسية / الصحابة / إسلام سيدنا أبي ذر رضي الله عنه

إسلام سيدنا أبي ذر رضي الله عنه

حال سيدنا أبي ذر رضي الله عنه قبل الإسلام

كان سيدنا أبو ذر رضي الله عنه – قبل أن يسلم – رجلا يقطع الطريق وكان شجاعا لا يدانيه أحد ، ويغير على الصِّرْم (القافلة) على ظهر فرسه أو قدميه.

ثم تاب عن قطع الطريق والعادات السيئة وروي أنه بدأ يوحّد الله عزّ وجلّ و لم يزل يعبده وحده ثلاث سنوات قبل إسلامه.

إسلام سيدنا أبي ذر رضي الله عنه

سيدنا أبو ذرّ الغفاري رضي الله عنه من الصحابة المشهورين بالزهد والعلم.

قال عنه سيدنا علي رضي الله عنه: ‌ذلك ‌رجل ‌وعى ‌علما ‌عجز ‌عنه ‌الناس.

لما بلغ سيدنا أبا ذر رضي الله عنه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني،

فانطلق أخوه حتى قدمه، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشعر

فقال له سيدنا أبو ذر رضي الله عنه: ما شفيتني مما أردت، فتزود وحمل شنة له فيها ماء، حتى قدم مكة، فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه (نظرا للأوضاع الخطيرة آنذاك) حتى أدركه بعض الليل، فاضطجع فرآه سيدنا علي رضي الله عنه فعرف أنه غريب (مسافر)، فلما رآه (واستضافه إلى بيته فقد كان الكرم من طبع الصحابة رضي الله عنهم) تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء (سبب إتيانه إلى مكة المكرمة) حتى أصبح

ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به سيدنا علي رضي الله عنه

فقال: أما نال للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان اليوم الثالث، فعاد علي على مثل ذلك، فأقام معه ثم قال: ألا تحدثني ما الذي أقدمك؟

فقال سيدنا أبو ذر رضي الله عنه: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت، ففعل فأخبره

قال سيدنا علي رضي الله عنه: فإنه حق، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء (أو أصلح نعلي)، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل

فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل معه، فسمع من قوله وأسلم مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري

قال: والذي نفسي بيده، لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،

ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس (ولم يكن مسلما بعد) فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام، فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكب العباس عليه (فأنقذه مرة ثانية) (من صحيح البخاري، الرقم: ٣٨٦١)

في هذه القصة، لم يصدر من سيّدِنا أبي ذر رضي الله عنه مخالفة لقول رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يتحمّل أنواعا من المشقّات في سبيلِ الله تعالى لنشر دعوة الإسلام. فرأى أبو ذر رضي الله عنه أن الأولى به أن يقتدي به صلى الله عليه وسلم في ذلك، بدلا من أن يأخذ بإذنه صلی الله عليه وسلم له بالعودة إلى قومه ، كي لا يواجه الخطر.

وهذه الصفات التي تحلّى بها الصحابةُ رضي الله عنهم هي التي رفعتهم إلى أسمى مراتبِ التقدم الماديِّ والروحيِّ في جميعِ ميادينِ الحياة. فقد كانوا إذا نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام، لم تبق على وجه الأرضِ قوّة تستطيع أن تردهم عنه، ولا طغيان أو ظلم يقدر أن يمنعهم من تبليغ كلمة الله تعالى.

شاهد أيضاً

سيدنا بلال رضي الله عنه يؤذن بالشام

لما نزل سيدنا عمر رضي الله عنه بأرض الشام، زار الجابية (موضع بالشام). وبينما كان …