الرئيسية / الصحابة / يتمسك سيدنا أبي ذر رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم

يتمسك سيدنا أبي ذر رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم

عن المعرور بن سويد رحمه الله أنه قال:

لقيت أبا ذر بالربذة، وعليه حلة (ثوبان وكان أحدهما جيدا والآخر خلقا)، وعلى غلامه حلة (ثوبان، وكان أحدهما جيدا والآخر خلقا).

فقال القوم: يا أبا ذر لو أخذت الذي على غلامك (الثوب الجيد وأعطيته الثوب الخلق) فجعلته مع الذي عليك لكانت حلة (ثوبان جيدان)

فذكر سيدنا أبو ذر رضي الله عنه سبب تلك المعاملة مع عبده حيث جعله مساويا له:

وذلك أنه كان بينه وبين بلال محاورة، فعيره بسواد أمه، فانطلق بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكى إليه تعييره بذلك

فلما جاء أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية (الكبر)، فتعجب سيدنا أبو ذر رضي الله عنه من ذلك وقال: على ساعتي هذه من كبر السن (هل الكبر فيّ في الحقيقة؟)

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية (الكبر لأنك تزعم أنك خير من بلال)

فتأثر سيدنا أبوذر رضي الله عنه بذلك، فألقى نفسه بالأرض، ثم وضع خده على التراب، وقال: والله لا أرفع خدي من التراب حتى يطأ بلال خدي بقدمه، فلم يقم إلا بعد أن وطأ سيدنا بلال رضي الله عنه خده بقدمه.

وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا: إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم (من صحيح البخاري، الرقم: ٣٠، صحيح مسلم، الرقم: ١٦٦١، فتح الباري 1/106، شرح صحيح البخاري لابن بطال ١/٨٧)

شاهد أيضاً

سيدنا بلال رضي الله عنه يرجع إلى المدينة المنورة

نقل العلامة الزرقاني رحمه الله القصة الآتية عن الحافظ ابن عساكر رحمه الله بسند جيد: …