مرض سيدنا سعد رضي الله عنه بمناسبة حجة الوداع وخاف أن يموت. فلمّا عاده رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ فقال: قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها (فيفوتني أجر الهجرة)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اشف سعدا، اللهم اشف سعدا ثلاث مرار
ثم قال سيدنا سعد رضي الله عنه: يا رسول الله، إن لي مالا كثيرا، وإنما يرثني ابنتي، أفأوصي بمالي كله (يتصدّق به عني بعد موتي)؟ قال: لا، قال: فبالثلثين؟، قال: لا، قال: فالنصف؟ قال: لا، قال: فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير، إن صدقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس (لفقرهم)
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك تخلف حتى ينفع بك أقوام ويضر بك آخرون. (صحيح مسلم، الرقم: ١٦٢٨)
ذكر بعض المحدّثين أن قوله صلى الله عليه وسلّم: لعلك تخلف حتى ينفع بك أقوام ويضر بك آخرون: إشارة إلى فتحه القادسية حيث انتفع به المسلمون وتضرر به الكفار.