الرئيسية / الفتاوى / المصحف المترجم بدون النص العربي

المصحف المترجم بدون النص العربي

السؤال:

١. عندي مصحف مترجم بدون النص العربي، وفيه شيء من التفسير. هل يجوز لي أن أقرأ هذا المصحف؟ وإن كانت قراءته جائزة، فهل يلزم أن أكون متوضئا عند قراءته؟

٢. وإن لم تجز قراءته، فهل يجوز أن يعطى كافرا؟

الجواب:

١. ذكر المفتي محمد شفيع العثماني رحمه الله أن الأئمة الأربعة وأكثر العلماء اتفقوا على عدم جواز طباعة القرآن الكريم بدون النص العربي. كما أنهم اتفقوا على أنه لا يجوز بيع مثل ذلك ولا شراؤه ولا قراءته. فلو طبع مصحف كذلك، دفن باحترام.

٢. لا يجوز إعطاء هذا المصحف للكافر، بل يدفن.


مذهب الحنفية:

ويمنع من كتابة القرآن بالفارسية بالإجماع لأنه يؤدي إلى الإخلال بحفظ القرآن لأنا أمرنا بحفظ النظم والمعنى فإنه لا دلالة على النبوة ولأنه ربما يؤدي إلى التهاون بأمر القرآن (التجنيس والمزيد لصاحب الهداية ١/٤٧٧)

وفيه (الكافي) إن اعتاد القراءة بالفارسية أو أراد أن يكتب مصحفا بها يمنع وإن فعل في آية أو آيتين لا فإن كتب القرآن وتفسير كل حرف وترجمته جاز.(قتح القدير ١/٢٨٦)

وتجوز كتابة آية أو آيتين بالفارسية لا أكثر ويكره كتب تفسيره تحته بها
قال العلامة ابن عابدين – رحمه الله -: قوله (وتجوز إلخ) في الفتح عن الكافي إن اعتاد القراءة بالفراسية أو أراد أن يكتب مصحفا بها يمنع وإن فعل في آية أو آيتين لا فإن كتب القرآن وتفسير كل حرف وترجمته جاز ا هـ
قوله (ويكره إلخ) مخالف لما نقلناه عن الفتح آنفا لكن رأيت بخط الشارح في هامش الخزائن عن حظر المجتبى ويكره كتب التفسير بالفارسية في المصحف لما يعتاده البعض ورخص فيه الهندواني والظاهر أن الفارسية غير قيد (رد المحتار ١/٤٨٦)

في الفتح عن الكافي إن اعتاد القراءة بالفراسية أو أراد أن يكتب مصحفا بها يمنع وإن فعل في آية أو آيتين لا فإن كتب القرآن وتفسير كل حرف وترجمته جاز ا هـ.( رد المحتار ١/٤٨٦)

جواهر الفقه ٢/١٠٣

مذهب الشافعية:

(قوله وكتابته بالعجمية) بالرفع معطوف على تمكين أي ويحرم كتابته بالعجمية ورأيت في فتاوى العلامة ابن حجر أنه سئل هل يحرم كتابة القرآن الكريم بالعجمية كقراءته فأجاب رحمه الله بقوله قضية ما في المجموع عن الأصحاب التحريم.(إعانة الطالبين ١/٦٨)

وسئل نفع الله بعلومه هل تحرم كتابة القرآن الكريم بالعجمية كقراءته فأجاب بقوله قضية ما في المجموع عن الأصحاب التحريم،وذلك لأنه قال وأما ما نقل عن سلمان رضي الله عنه أن قوما من الفرس سألوه أن يكتب لهم شيئا من القرآن فكتب لهم فاتحة الكتاب بالفارسية فأجاب عنه أصحابنا بأنه كتب تفسير الفاتحة لا حقيقتها ا هـ
فهو ظاهر أو صريح في تحريم كتابتها بالعجمية فإن قلت كلام الأصحاب إنما هو جواب عن حرمة قراءتها بالعجمية المترتبة على الكتابة بها فلا دليل لكم فيه قلت بل هو جواب عن الأمرين وزعم أن القراءة بالعجمية مترتبة على الكتابة بها ممنوع بإطلاقه فقد يكتب بالعجمية ويقرأ بالعربية وعكسه فلا تلازم بينهما كما هو واضح وإذا لم يكن بينهما تلازم كان الجواب عما فعله سلمان رضي الله عنه في ذلك ظاهرا فيما قلناه على أن مما يصرح به أيضا أن مالكا رضي الله عنه سئل هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال لا إلا على الكتبة الأولى أي كتبة الإمام وهو المصحف العثماني قال بعض أئمة القراء ونسبته إلى مالك لأنه المسئول وإلا فهو مذهب الأئمة الأربعة قال أبو عمرو ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة وقال بعضهم والذي ذهب إليه مالك هو الحق إذ فيه بقاء الحالة الأولى إلى أن يتعلمها الآخرون وفي خلافها تجهيل آخر الأمة أولهم وإذا وقع الإجماع كما ترى على منع ما أحدث الناس اليوم من مثل كتابة الربا بالألف مع أنه موافق للفظ الهجاء فمنع ما ليس من جنس الهجاء أولى وأيضا ففي كتابته بالعجمية تصرف في اللفظ المعجز الذي حصل التحدي به بما لم يرد بل بما يوهم عدم الإعجاز بل الركاكة لأن الألفاظ العجمية فيها تقديم المضاف إليه على المضاف ونحو ذلك مما يخل بالنظم ويشوش الفهم
وقد صرحوا بأن الترتيب من مناط الإعجاز وهو ظاهر في حرمة تقديم آية على آية كتابة كما يحرم ذلك قراءة فقد صرحوا بأن القراءة بعكس السور مكروهة وبعكس الآيات محرمة وفرقوا بأن ترتيب السور على النظم المصحفي مظنون وترتيب الآيات قطعي  وزعم أن كتابته بالعجمية فيها سهولة للتعليم كذب مخالف للواقع والمشاهدة فلا يلتفت لذلك على أنه لو سلم صدقه لم يكن مبيحا لإخراج ألفاظ القرآن عما كتبت عليه وأجمع عليها السلف والخلف (الفتاوى الفقهية الكبرى ١/٣٧)

مذهب المالكية:

في أن المصاحف لا تكتب على ما يخالف هجاء المصحف الأول وسئل مالك : أرأيت من كتب مصحفاً اليوم ، أترى أن أن يكتب على ما احكم الناس من الهجاء اليوم ؟ فقال لا أرى ذلك ،ولكني كبت على الكتبة الأولى.(البيان والتحصيل ١٨/٣٥٤)

مذهب الحنابلة:

استمر الإجماع على قرائة جميع المسلمين القرآن في الصلوة وغيرها بالعربية كأذكارها وسائر الأذكار والأدعية المأثورة على كثرة الأعاجم حتى قام بعض المرتدين من أعاجم هذا العصر يدعون إلى ترجمة القرآن وغيره من الأذكار وبطريق التعبد،وإنما طريقهم التوسل بذلك إلى تسهيل الردة على قومهم ونبذ القران المنزل من عند الله وراء ظهورهم وهو إنما نزل باللسان العربي كما هو مصرح في الآيات المتعددة،وإنما كان تبليغه والدعوة إلى الإسلام به والإنذار به كما أنزل الله تعالى لم يترجم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أذن بترجمته ولم يقعل ذلك الصحابة ولاخلفاء المسلمين وملوكهم ولو كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتبه إلى قيصر وكسرى والمقوقس بلغاتهم لصح التعليل به ثم قال وقد بين الإمام الشافعي في رسالته الشهيرة في الأصول: إن الله تعالى فرض على جميع الأمم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرآن والتعبد به ولم ينكر ذلك عليه أحد من علماء الإسلام،لأنه أمر مجمع عليه وإن أهمله الأعاجم بعد ضعف الدين والعلم (جواهر الفقه عن المغني مع الشرح الكبير ٢/١١٣)

شاهد أيضاً

بيع شيء قبل دفع الثمن كاملا

السؤال: اشتريت شيئا بعشرة آلاف. حتى الآن، ما دفعت من الثمن إلا ألفا وسأقوم بدفع …