الحكمة في بيان أشراط الساعة للأمة
أخبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمته بعدد من علامات الساعة الصغرى والكبرى التي تقع قبلها. وقد وقعت كثير من العلامات الصغرى في القرون الماضية، وكثير منها يقع في أيامنا الحاليّة.
ذكر المحدّث الجليل العلامة القرطبي رحمه الله حكمتَيْنِ لذكر سيدنا رسول الله أشراط الساعة لأمته، فقال: والحكمة في تقديم الأشراط تنبيه الناس عن رقدتهم وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والاستعداد للساعة الموعود بها (التعليق الصبيح ٧/١٧٦)
فمن الأشراط الصغرى التي وقعت في القرون الماضية ما يلي:
١. انشقاق القمر بإشارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
٢. وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
٣. شهادة سيدنا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
٤. طاعون عمواس في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه وقد توفي فيه آلاف من الناس.
٥. فتح بيت المقدس وسقوط حكم الروم والفارس في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه.
٦. شهادة سيدنا الحسين رضي الله عنه بكربلاء في زمن يزيد بن سيدنا معاوية.
٧. القتل بالحرّة (مكان خارج المدينة المنوّرة) حيث قتل آلاف من الناس – فيهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعون رحمهم الله – في زمن يزيد بن سيدنا معاوية.
٨. خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله وعدله الذي ساد العالم.
٩. غزو التتار في القرن السابع الهجري.
١٠. فتح اصطنبل على يد محمد الفاتح رحمه الله في القرن التاسع الهجري.
ذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كل واحد من الأشراط الصغرى المذكورة ووقعت كما أخبر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وفي الحديث التالي، بيّن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم غيرها من الأشراط الصغرى. ولو أمعنا النظر في أوضاع الأمة المراهنة، لوجدنا أن أغلب هذه الأشراط تشاهد الآن في العالم.
فروي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع (سنن الترمذي، الرقم: ٢٢١١)
وليعلم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم – سيد الأنبياء والمرسلين – أرسله الله عزّ وجلّ هاديا لسائر الناس، فلم يكن غرضه من بيان هذه الأشراط إلا تنبيه الأمة عن رقدتهم وإرشادهم إلى سبيل النجاة منها.
حفظ الله عزّ وجلّ الأمة من الذنوب والمعاصي كلها ووفّقهم للاستقامة على الدين.