قد أخبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالأحداث والوقائع التي تقع قبل القيامة، وحذّر أمته من الفتن التي تحدث في الأماكن المختلفة في أوقات شتى، وبيّن لهم أيضا سبل الهداية وطرق النجاة من تلك الفتن.
ومن محاسن ديننا وجماله أن الله عزّ وجلّ لم يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم هدايةً للأمة فقط، بل أعطاه علم ما يقع من الأحداث قبل القيامة لتكون هدايته شاملة لتحديات جميع الأزمنة ومتقتضياتها وتقدّم حلّها.
فنجد في الأحاديث الشريفة أدقّ التفاصيل في وصف الفتن القريبة – من مغادرته صلى الله عليه وسلّم الدنيا الفانية – والبعيدة منها. ومن تلك الفتن ما يعدّ من أشراط الساعة الصغرى ومنها ما يعدّ من أشراطها الكبرى.
فعن سيدنا عمرو بن أخطب رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا (صحيح مسلم، الرقم: ٢٨٩٢)
والأحاديث الواردة في بيان أشراط الساعة كثيرة، بعضها (بعض أشراط الساعة) ذكرت مفصّلة في الأحاديث المباركة وبعضها مجملة. وصارت ألفاظ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة أمام الصحابة رضي الله عنهم عندما رأوا في حياتهم بعض العلامات التي ذكرها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقعة.
وقد قسّم العلماء أشراط الساعة إلى قسمين: الأشراط الكبرى والصغرى. فأولى أشراط الساعة الصغرى مغادرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الدنيا. وأولى أشراط الساعة الكبرى ظهور الإمام المهدي رضي الله عنه.
وبإذن الله تعالى، سنذكر في الحلقات الآتية الأشراط الصغرى والكبرى الواردة في الأحاديث الشريفة مع شرح معانيها عند الضرورة.