كيف نجلب رحمة الله عزّ وجلّ ونصرته
جعل الله عزّ وجلّ الجنة موضع سرور وفرح وسعادة وراحة، وجعل النار موضع شقاء وبلاء. أمّا الدنيا، فجمع الله عزّ وجلّ فيها الفرح والحزن. فالإنسان يفرح أحيانا ويسعد، وأحيانا يحزن ويواجه مشاكل في حياته.
والحاصل أن الله عزّ وجلّ جعل الدنيا دار الامتحان، ليرى كيف يتعامل الإنسان في الحالتين: السراء والضرّاء.
وكثيرا ما نشاهد أن المرء يكون ثريا متمتعا بالصحة والعافية فيزعم أنه بسبب ثروته وصحته يتخلّص بسهولة من كلّ نوع من المصائب والمشكلات إذا صادفته. وفجأة، يبتلى بمرض خطير يذهب بصحّته. فينفق جميع ما يملك راجيا أن تعود إليه صحته، ويبحث عن أحذق الأطباء في أرقى المستشفيات ليعالجه خير علاج. ولكن إذا لم يقدَّر له الشفاء من الله عزّ وجلّ، فلن يغني عنه العلاج شيئا، وتذهب صحته وتضيع أمواله سدى. وآنذاك تنكشف الحقيقة له وهي أنه لا كاشف للضرّ إلا الله.
قد علّمنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن نطيع الله عزّ وجلّ دائما في السرّاء والضرّاء. فمن كان مطيعا لله، غشيته رحمة الله عزّ وجلّ، وجعل الله تعالى له مخرجا من جميع المشاكل والمصائب، حتى لو قدّر الموت له، مات ميتة طيبة برحمة الله عزّ وجلّ.
فقد روي أن سيدنا عوف بن مالك رضي الله عنه أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مرّة، فقال: يا رسول الله إن بني فلان أغاروا علي فذهبوا بابني وإبلي، فقال صلى الله عليه وسلم: إن آل محمد كذا وكذا أهل بيت ما فيهم صاع من طعام، ولا مدّ (ربع صاع) من طعام، فاسأل اللهَ عزّ وجلّ
فرجع إلى امرأته، قالت: ما ردّ عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخبرها، فقالت: نِعْمَ ما ردَّ عليك
فلم يلبث الرجل أن رُدَّ عليه إبله، وابنه أوفر ما كانوا، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره،
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم على المنبر فحمد الله، وأثنى عليه، وأمرهم بمسألة الله عز وجل والرغبة إليه، وقرأ عليهم: ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب (من المستدرك على الصحيحين للحاكم، الرقم: ١٩٩٣، الفرج بعد الشدّة، الرقم: ١٠)