لما أمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج لغزوة تبوك، لم يكن عند عدد من الصحابة رضي الله عنهم ما يكفيهم لتلك الرحلة الطويلة الشاقة، لا سيما وأنهم كانوا يتوقعون لقاء جيش الروم الذي كان يُعدّ العدة وكان عددهم كبيرا.
فحضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم على الإنفاق في سبيل الله لتجهيز للجيش، وشجعهم على دعم من لا يملك ما يشارك به في هذه الغزوة، ووعدهم بأجر عظيم من الله تعالى مقابل هذا الإنفاق. وبهذا، تمكن كثير من فقراء الصحابة من الحصول على ما يحتاجون إليه من العدة ووسائل للسفر.
قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
و(من) أفضل ما تصدق به يومئذ أحدٌ عبد الرحمن بن عوف، تصدق بمائتي أوقية (ثماينة آلاف درهم)
فقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله إني لأرى عبد الرحمن ما ترك لأهله شيئا
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: هل تركت لأهلك شيئا، فقال: نعم أكثر مما انفقت وأطيب
فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم (تركت لهم)، فقال: ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير (للإنفاق في سبيله)
يتجلى من هذا القصة تضحية سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله الله عنه وأهله للدين حيث أنفق كل ما يملك لوجه الله تعالى. (من تاريخ ابن عساكر ٢/٢٨)