سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه صحابي مشهور. أسلم في السنة السابعة ولازم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر حياته. أكرمه الله تعالى فجعله أكثر الصحابة رواية لأحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنه لم يقض إلا سنوات يسيرة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
من خصائصه رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم شرّفه بدعائه قائلا: اللهم حبّب عبيدك هذا – يعني أبا هريرة – وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبّب إليهم المؤمنين.
واستجاب الله دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه، كما روي عنه رضي الله عنه أنه قال: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني (صحيح مسلم، الرقم: ٢٤٩٢)
فحبّ سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه والصحابة الكرام رضي الله عنهم آية الإيمان، والعداوة والبغضاء لهم علامة عدم الإيمان.
وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أحباء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فحبّهم من أسباب الحصول على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ورضاهما ، وإظهار العداوة والبغضاء لهم سبب سخط الله عزّ وجلّ وعذابه.
وفيما يلي قصة خطيرة تعكس مدى العاقبة الوخيمة لمن سبّ هذا الصحابي الجليل سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه:
كتب الشيخ محمد ضياء الرحمن الأعظمي رحمه الله القصة الآتية في رسالة وأجاز القارئ أن يرويها عنه:
كنت في مكتبي في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة – وأنا يومئذ مدير إدارة مواجهة التنصير والمذاهب الهدامة ، فجاءني الشيخ عبد الحكيم حمادة المصري ـ وكان مسؤولًا على (عن) تحفيظ القرآن الكريم في رابطة العالم الإسلامي – وقد عرف عني أني كتبت في الدفاع عن أبي هريرة الصحابي الجليل رضي الله عنه في رسالة الماجستير، وكان ذلك في حدود سنة (١٣٩٦هـ) أو (۱۳۹۷)، فأخبرني الشيخ عبد الحكيم بقصة عجيبة وقعت له، وهي أنه لما كان في مصر (في أواخر حياة محمود أبي رية) وقد بلغه عنه طعنه في السنة عمومًا وفي أبي هريرة رضي الله عنه خصوصًا، أحب أن يطلع على هذا الرجل، فذهب إليه في بيته لكن منعه أولاده من الدخول عليه معتذرين بمرضه وعدم رغبته في استقبال أحد، إلا أن الشيخ عبد الحكيم أصر على رؤيته فأدخلوه – على مضض – الغرفة التي فيها والدهم أبو رية، فلما دخل عليه رأى منظرًا رهيبًا، ومشهدًا مفزعًا، رأى وجه أبي رية أسود مثل الفحم، وعينيه شاخصتين، وآثار الهلع والفزع عليه ظاهرة، وهو ويصيح بصوت مرتفع: ها ها ها أبو هريرة.
يقول الشيخ عبد الحكيم: وهو يحدّق النظر إلى جدار الغرفة المقابل له وكأنه -والله أعلم- تمثَّل له أبو هريرة على ذلك الجدار وهو عليه حنِق متغيظ.
قال الشيخ: فلما رأيت ذلك المنظر الفضيع خرجت مسرعًا ولم أستطع أن أمكث عنده أكثر من بعض ثوان، وقلت في نفسي: هذا مصير من طعن في سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه الكرام في هذه الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى وأكبر لو كانوا يعلمون.
كتب الشيخ ضياء الرحمن الأعظمي بعدما حكى هذه القصة المرعبة: أسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعًا لاتباع السنة وتعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبّ أبي هريرة وكل الصحب الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.