في السنة الحادية والعشرين من الهجرة، أتى بعض أهل الكوفة سيدنا عمر رضي الله عنه وشكوا إليه سيدَنا سعدَ بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه لا يصلّي صلاة صحيحة. وكان سيدنا سعد رضي الله عنه واليا على الكوفة آنذاك، عيّنه سيدنا عمر رضي الله عنه على ذلك.
فدعا سيدُنا عمرُ رضي الله عنه سيدَنا سعدا رضي الله عنه. فلما حضره، سأله بكل احترام: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال سيدنا سعد رضي الله عنه: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها (أي: لا أنقص)، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين (أي: أطول فيهما القراءة) وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق.
فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية.
قال سيدنا سعد رضي الله عنه: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن
فكان (أسامة بن قتادة) بعد إذا سئل عن حاله يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد
قال عبد الملك (أحد الرواة): فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن (صحيح البخاري، الرقم: ٧٥٥)