ذات مرة، كان الإمام أبو داود رحمه الله راكبا في سفينة فسمع عاطسا على الشط حَمِدَ (أي: حمد الله بعدما عطس) فاكترى (استاجر) قاربا بدرهم حتى جاء إلى العاطس فشمّته ثم رجع.
فسئل عن ذلك، فقال: لعلّه يكون مجاب الدعوة، فلمّا رقدوا سمعوا قائلا يقول: يا أهل السفينة إن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم (فتح الباري ١٠/٦١١)
ملاحظة:
السنّة في تشميت العاطس إذا حمد الله أن يقول الإنسان: يرحمك الله، فيقول العاطس: “يهديكم الله” و “يغفر الله لنا ولكم”.
فالإمام أبو داود رحمه الله كان حريصا على العمل بهذه السنة – سنة تشميت العاطس – كما أنه أراد أن ينال دعاء الرجل، وذلك لأن العاطس قد يكون صالحا مستجابَ الدعاء، فإذا أجاب ب “يهديكم الله” و”يغفر الله لنا ولكم”، نال هدى من الله في الدنيا ومغفرته في الآخرة.
فالإمام أبو داود رحمه الله عانى هذه الصعوبة لما علم من الأجر العظيم للعمل بالسنة النبوية وليكون سببا في عمل العاطس بالسنّة. هذا إلى أنه أراد أن يحظى بدعاء الرجل الذي يكون له سببا في الهدى والمغفرة في الدنيا والآخرة.
فحسب ظنّه بالله عزّ وجلّ ورجاء رحمته، أجاب الله عزّ وجلّ دعاء ذلك العاطس وجعله سببا لمغفرة الإمام أبي داود رحمه الله.