أنعم الله على أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحر لا ساحل له، يحمل من اللالئ والزمرد واليواقيت والجواهر ما لايُقدّر بثمن. كلما استقى الإنسان من هذا البحر، يزيد وينمو، ولا ينقص ولا يجف أبدا.
ما هذا البحر؟ إنه القرآن الكريم، كلام الله تعالى المنزل لهداية خلقه، وهو أعظم نِعَم اللهِ التي أسبغها على عباده في هذه الدنيا وهي نعمة لا تدانيها نعمة.
من استمسك به وأدى حقه، كان له نورا في الدنيا والقبر. كما أنه يكون معه يوم القيامة في المحشر ولا يزال معه إلى أن يدخله الجنة.
البيت الذي يقرأ فيه القرآن الكريم
ورد في الأثر أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن الكريم يُملأ بالبركات والخيرات وتَحُفُّهُ الملائكة وتنزل عليه الرحمة والسكينة.
ففي رواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يهتدي بها أهل السماء كما يهتدى بالكوكب الدري في لجج البحار وفي الأرض القفر (رواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت موقوفا عليه ولعله اشبه كذا في الترغيب والترهيب للمنذري ١/٢٤٥)
وفي رواية أخرى أن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويكثر خيره إن يقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين، ويقل خيره إن لا يقرأ فيه القرآن (سنن الدارمي، الرقم: ٣٣٥٢، ورجاله رجال البخاري إلا معاذ بن هانئ وحفص بن عنان وكلاهما ثقة)
الليل ينتظر الساعة المخصوصة لقراءة القرآن الكريم
قد ورد أنه ما من رجل تعلم كتاب الله ثم صلى ساعة من ليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تنبهه لساعته وأن تكون عليه خفيفة (لطيفة)
بركات القرآن الكريم حتى بعد الموت
كما يستمتع صاحب القرآن في الدنيا ببركات القرآن الكريم، كذلك تجري له بركاته إلى الآخرة، فنفعه في قبره وفي ما بعده إلى أن يدخله جنات النعيم.
فقد ورد أنه إذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة (من نور كانت على بيته) فتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتلقاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح ثم تستقبل الملائكة الحافظين الذين كانوا معه ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث
يدافع القرآن عن صاحبه في قبره
وإذا مات (صاحب القرآن) وكان أهله في جهازه جاء القرآن في صورة حسنة جميلة فوقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن
فإذا وضع في قبره وسوي وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر ونكير عليهما السلام فيجلسانه في قبره فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له إليك حتى نسأله فيقول لا ورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما ودعاني مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة (رواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه موقوفا عليه ولعله أشبه كذا في الترغيب والترهيب للمنذري ١/٢٤٥)
القرآن الكريم نور في الأرض وذخر في السماء
قال سيدنا أبو ذر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله أوصني قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء (صحيح ابن حبان، الرقم: ٣٦١، وقد ذكره المنذري في الترغيب والترهيب، الرقم: ٢١٩٣، بلفظة “عن”، إشارة إلى كونه صحيحا أو حسنا أو ما قاربهما عنده كما بين أصله في مقدمة كتابه ١/٥٠)
القرآن الكريم طهارة للقلب
عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه القلوب تصدأ، كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء، قيل: يا رسول الله، وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن (شعب الإيمان للبيهقي، الرقم: ١٨٥٩، وإسناده ضعيف كما في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار صــ ٢٣٢)
الملائكة تحفظ الأجور
عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي قام الملك خلفه، فتسمع لقراءته فيدنو منه (أو كلمة نحوها) حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن، إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن (مسند البزار، الرقم: ٦٠٣، وقال العلامة الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد، الرقم: ٢٥٦٤: رواه البزار ورجاله ثقات وروى ابن ماجه بعضه إلا أنه موقوف وهذا مرفوع)
يستمع الله عزّ وجلّ لقراءة القرآن الكريم
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما أذن (استمع) الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به (صحيح البخاري، الرقم: ٧٥٤٤)
يستجاب الدعاء عند ختم القرآن الكريم
عن سيدنا العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة (المعجم الكبير للطبراني، الرقم: ٦٤٧، وقال العلامة الهيثمي رحمه الله مجمع الزوائد، الرقم: ١١٧١٢: رواه الطبراني، وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف)
تستغفر الملائكة لمن يختم القرآن الكريم
عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: إذا وافق ختم القرآن أول الليل، صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن وافق ختمه آخر الليل، صلت عليه الملائكة حتى يمسي، فربما بقي على أحدنا الشيء فيؤخره حتى يمسي أو يصبح (سنن الدارمي، الرقم: ٣٥٢٦، وقال: هذا حسن عن سعد)
أحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ: المداومة على تلاوة القرآن الكريم
عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رجل: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الحال المرتحل، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل (سنن الترمذي، الرقم: ٢٩٤٨، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه وإسناده ليس بالقوي، وقال الحاكم: له شاهد من حديث أبي هريرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل أو أي العمل أحب إلى الله قال: الحال المرتحل الذي يفتح القرآن ويختمه صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله كلما حل ارتحل (المستدرك على الصحيحين للحاكم، الرقم: ٢٠٩٠)