عقيدة أهل السنة والجماعة في الدجال
قد جاء ذكر ظهور الدجال وفتنته في كتب العقائد الإسلامية واتفق العلماء على أن الإيمان بظهور الدجال من عقائد أهل السنة والجماعة، لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنذر أمته فتنة الدجال في أحاديث عديدة، ولذلك قال المحدّثون الكبار: إن من أنكر ظهور الدجال من الخوارج والمعتزلة، فهو ضالّ.
وقد ذكر العلامة السيوطي رحمه الله أن من أنكر ظهور الدجال، فهو كافر، وهذا ثابت مما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب بالدجال فقد كفر، ومن كذب بالمهدي فقد كفر (القول المختصر صـ ١٦)
عقيدة أهل السنة والجماعة في كون الدجال شخصا معيّنا
صرّح المحدّث الجليل والفقيه المشتهر العلامة القاضي عياض رحمه الله بأن عقيدة أهل السنة والجماعة في الدجال هو أنه شخص معيّن، قال رحمه الله:
وهذه الأحاديث التى أدخلها مسلم فى قصة الدجال حجة أهل الحق فى صحة وجوده، وأنه شخص معين، ابتلى الله عباده، وأقدره على أشياء من قدرته ليتميز الخبيث من الطيب؛ من إحياء الميت الذى يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب الذى معه، وجنته وناره، ونهريه، واتباع كنوز الأرض له وأمره السماء أن تمطر، والأرض أن تنبت، فيكون ذلك كله بقدر الله ومشيئته، ثم يعجزه الله بعد ذلك كما قال: ولن يسلط على غيره، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ثانية، ولا على غيره، ويبطل أمره بعد، ويقتله عيسى عليه السلام ويثبت الله الذين آمنوا. هذا مذهب أهل السنة وجماعة أهل الفقة والحديث ونظارهم، خلافاً لمن أنكر أمره وأبطله من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة. (إكمال المعلم بفوائد مسلم ٨/٤٧٥)