أشراط الساعة الكبرى
وردت أحاديث عديدة في بيان أشراط الساعة الكبرى، كما وردت في بيان أشراط الساعة الصغرى. والأشراط الكبرى هي الأحداث المهمة والوقائع العظيمة التي تحدث في العالم قبل قيام الساعة وتعلن بقربها، وقد ذكر المحدثون أن ظهور المهدي رضي الله عنه أولى أشراط الساعة الكبرى. (الإشاعة صـ ١٩١)
وقد جاء ذكر عشرة من أشراط الساعة الكبرى في الحديث التالي، ولو تأمّلنا فيها، لوجدنا أنها أحداث عظيمة تؤثّر على العالم بأسره أو على جزء كبير منه.
فعن سيدنا حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات – فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم (بالشام) (صحيح مسلم، الرقم: ٢٩٠١)
وإن أول ما يحدث من الأشراط العشر الكبرى المذكورة في هذا الحديث هو ظهور الدجال.
ظهور الدجال
إن الدجال من أعظم الفتن التي تقع من البداية إلى قيام الساعة، كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ما بين خلق آدم وقيام الساعة فتنة أعظم من الدجال (المعجم الكبير للطبراني، الرقم: ٤٥١)
وإذا ثبت أن الدجال الأعور يظهر في أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيلزم عليهم أن يكافحوا تلك الفتنة الدجّالية العالمية التي أنذر كل نبي أمته أضرارها الكبيرة وحذّرهم من أخطارها الجسيمة.
فعن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: إني لأنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذر قومه ولقد أنذر نوح قومه ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور (سنن الترمذي، الرقم: ٢٢٣٥، وقال: هذا حديث صحيح)
من الدجال؟
يقول بعض الناس: إن الدجال نظام عالمي وآخرون يقولون: إنه جني، وذهب آخرون إلى أنه مكوّن من إنسان وجني. أمّا أهل السنة والجماعة فقد قالوا: إن الدجال شخص معيّن يظهر في العالم في وقت معيّن. وهذه العقيدة ثابتة بعدّة أحاديث صحيحة.
وبإذن الله عزّ وجلّ، سنذكر في الأجزاء القادمة الأحاديث التي تُثْبِتُ عقيدةَ أهل السنة والجماعة.