أمرنا الإسلام بأداء حقوق الله عزّ وجلّ وحقوق الخلق. أمّا حقوق الخلق فهي على قسمين. الأوّل ما يخص الفرد كحقوق الوالدين والأقارب والجيران. والثاني ما يعمّ جميع المسلمين، وقد بيّن
رسول الله صلى الله عليه وسلّم جميع الحقوق المتعلقة بالخلق، ومنها الصلاة على الميت.
فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للمسلم على المسلم ست بالمعروف: يسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه (سنن الترمذي، الرقم:٢٧٣٦)
يستفاد من هذا الحديث الشريف أن الصلاة على الأخ المسلم إذا مات من حقوقه، فهي فرض كفاية على كلّ من علم بموته، فإذا قام بها البعض، سقطت عن الباقين. وإن لم يقم بها أحد، يأثم الجميع.
طريقة أداء صلاة الجنازة
١. يوضع الميت أمام الإمام ورأسه في الجانب الأيمن من الإمام بحيث يكون جانبه (الميّت) الأيمن متوجّها إلى القبلة.
٢. يقوم الإمام بحذاء صدر الميت.
٣. ينوي في الصلاة على الميت نيل رضى الله عزّ وجلّ والدعاء للميّت.
٤. يرفع يديه إلى أذنيه ويكبّر.
٥. يضع يمينه على يساره تحت السرة كما يضعها في غيرها من الصلوات.
٦. يثني أي يقرأ الثناء.
٧. يكبّر ثانيا بدون رفع اليدين.
٨. يصلي على النبي صلى الله عليه وسلّم. وتستحب الصيغة المعهودة في الصلاة وهي الصلاة الإبراهيمية.
٩. يكبّر ثالثا بدون رفع اليدين.
١٠. يدعو للميت. فإن كان بالغا، يقول:
أللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَصَغِيْرِنَا وَكَبِيْرِنَا وَذَكَرِنَا وَاُنْثَانَا اَللّٰهُمَّ مَنْ اَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَاَحْيِهِ عَلَى الْاِسْلاَمِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْاِيْمَانِ (سنن الترمذي، الرقم: ١٠٢٤)
وفي بعض الأحاديث، ذكر الدعاء التالي:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ (الحصن الحصين صـ ١٨٣)
وقد ورد غير هذين الدعائين في الحديث الشريف وفي كتب الفقهاء.
١١. وإن كان طفلا، يقرأ الدعاء التالي:
اَللّٰهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا وَّاجْعَلْهُ لَنَا اَجْرًا وَّذُخْرًا وَّاجْعَلْهُ لَنَا شَافِعًا وَّمُشَفَّعًا
وإن كانت طفلة، يقرأ:
اَللّٰهُمَّ اجْعَلْهَا لَنَا فَرَطًا وَّاجْعَلْهَا لَنَا اَجْرًا وَّذُخْرًا وَّاجْعَلْهَا لَنَا شَافِعَةً وَّمُشَفَّعَةً
١٢. يكبّر رابعا بدون رفع اليدين ثم يسلّم على يمينه ويساره كما في غيرها من الصلوات.
١٣. لا يقرأ “التشهد” ولا القرآن الكريم في صلاة الجنازة.
١٤. إذا لم يعلم المرء دعاء صلاة الجنازة، يكفيه أن يقول: اَللّٰهُمَّ اغْفِر لِلمُؤْمِنِينَ وَ المؤمِنَات
١٥. من أسلم ولم يعلم أي دعاء واكتفى بالتكبيرات الأربع، صحّت صلاته، فإن الثناء والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلّم والدعاء سنّة في صلاة الجنازة لا فرض. لكن يلزم على كلّ مسلم أن يتعلّم أدعية صلاة الجنازة ليؤدّي صلاة الجنازة على الطريقة المسنونة.