الرئيسية / الصحابة / يعيّن سيدنا بلال رضي اله عنه مؤذّنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

يعيّن سيدنا بلال رضي اله عنه مؤذّنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

عندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، بنى مسجد فيها. ثم استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام رضي الله عنهم في طريقة دعوة الناس إلى المسجد لأداء الصلاة. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب رغبة ملتهبة أن يؤدي رجال أمته صلاتهم مع الجماعة في المسجد. ولم يكن يرضى أن يصلي الصحابة في بيوتهم ولا في المساجد في أوقات شتى.

قدم الصحابة رضي الله عنهم عدة اقتراحات : منها أن يُشعلوا نارًا أو يرفعوا راية، فإذا رأى الناس الراية الخافقة أو الدخان المتصاعد، يعرفون أن وقت الصلاة قد حان، فيحضرون المسجد ويدعون الآخرين إليه. وقال بعضهم بالنفخ في البوق أو ضرب الناقوس لإعلام الناس بوقت الصلاة. لكنه صلى الله عليه وسلم لم يرض بهذه الاقتراحات، لأنه لم يرد أن تقلّد أمتُه النصارى واليهود وغيرهم من الكفار في أمورهم الدينية. هذا إلى أنه يؤدي ذلك إلى الالتباس في أوقات الصلاة، حيث يدعو الكفار إلى أماكن عبادتهم في أوقات أخرى بنفس الأساليب. فلم يتخذ قرار في ذلك المجلس لحل هذا الأمر.

لكن قبل مغادرة الصحابة رضي الله عنهم مجلس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اقترح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يُعيّن شخص موقتا لينادي الناس للصلاة إذا حان وقتها. فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه، وعيّن سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه للقيام بهذه المهمة. فكان سيدنا بلال رضي الله عنه يجول عند دخول وقت الصلاة لإعلام الناس بأن الجماعة سوف تبدأ.

كان قلب كل صحابي رضي الله عنهم يمتلئ بمثل هم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكان كل واحد منهم يتفكر في طريقة جمع الناس للصلاة في المسجد.

فلم يمضِ إلا زمن يسير حتى أُري سيدنا عبد الله بن زيد رضي الله عنه رؤيا من الله تعالى. رأى فيها ملكا في صورة رجل يحمل ناقوسا في يده فقال: يا عبد الله أتبيع الناقوس، قال الملك: وما تصنع به، قال رضي الله عنه: ندعو به إلى الصلاة قال الملك: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟

فقال له سيدنا عبد الله رضي الله عنه: بلى، فقال: تقول الله أكبر إلى آخره

فلما أصبح سيدنا عبد الله رضي الله عنه، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى فقال رسول الله صبى الله عليه وسلم: إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك، فقام سيدنا عبد الله رضي الله عنه مع سيدنا بلال رضي الله عنه فجعل يلقيه عليه ويؤذن به

فسمع بذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته فخرج يجر رداءه، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما أُرِي (سيدنا عبد الله)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلله الحمد، فذلك أثبت

وقد روي أنه رأى أكثر من عشرة من الصحابة رؤيا علموا فيها كلمات الأذان، منهم سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما.

شاهد أيضاً

منزلة سيدنا سعيد بن زيد رضي الله عنه العالية عند سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

ذات مرة، كان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يجهّز لصلاة الجمعة إذ …