المحرم – أول الشهور في التقويم الإسلامي – روضة الحب – ٥٥

المحرم أول الشهور في التقويم الإسلامي وأعظم الأشهر الحرم حرمةً وبركة.

عن الحسن رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الشهور بعد شهر رمضان المحرم (لطائف المعارف صـ ٣٤)

ومما يدلّ على عظمة المحرم وحرمته أن الله عزّ وجلّ أقسم بأول فجر من المحرّم، فقال: والفجر، كما روي عن قتادة رحمه الله أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة (لطائف المعارف صـ ٣٥)

وروي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنة أو الشهر: اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ورضوان من الرحمن، وجوار من الشيطان (رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن)

 يمتاز المحرم عن الأشهر الحرم بكونه شهر الله كما ورد في الحديث الشريف.

فعن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟ فقال: خير الليل جوفه وأفضل الأشهر (بعد رمضان) شهر الله الذي تدعونه المحرم (السنن الكبرى للنسائي، الرقم: ٤٢٠٢، لطائف المعارف صـ ٣٤)

ذكر المحدثون أن إضافة المحرّم إلى الله إنما هو لبيان عظمة هذا الشهر وبيان ما يشتمل عليه من الفضائل.

ذكر العلامة السيوطي رحمه الله أنه كان اسم المحرم في الجاهلية “صفر الأول”، والذي بعده “صفر الثاني”. فلما جاء الإسلام، سماه الله “المحرم”، وأسماء بقية الشهور كلها على ما كانت عليه في الجاهلية، فأضيف إلى الله عزّ وجلّ بهذا الاعتبار (الديباج للسيوطي رحمه الله ٣/٢٥١)

ليعلم أن العشر الأول من المحرم أفضل من بقية الشهر، كما أن العشر الأول من ذي الحجة أفضل من بقية ذي الحجة، وكما أن العشر الأخير من رمضان أفضل من بقية أيام رمضان.

كما قال أبو عثمان النهدي رحمه الله: كانوا (الصحابة) يعظمون ثلاث عشرات (بالاجتهاد في العبادة فيها): العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من محرم.

وعن وهب بن منبه أنه قال: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن مر قومك أن يتوبوا إلي في أول عشر المحرم فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إلي (ابتغاءً لمغفرتي) أغفر لهم (لطائف المعارف صـ ٣٥)