لما هاجر المسلمون إلى المدينة المنوّرة، لم يطب لهم الماء المتوفر فيها لمرارته. وكان في المدينة بئر ليهودي طيبة الماء تسمى رومة. فكان اليهودي يبيع المسلمين ماءها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم: من يشترى رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة
فأتى سيدنا عثمان رضي الله عنه اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فقال له عثمان رضي الله عنه: إن شئت جعلت على نصيبي قربتين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم. قال: بل لك يوم ولي يوم. فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين.
فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدت علي ركيتي (بئري)، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم، فجعله للمسلمين. (الاستيعاب ٣/١٠٤٠)