معدات الدجال الرئيسية لتضليل الناس- المال والنساء والترفيه
المعدات الرئيسية التي يستخدمها الدجال – عندما يظهر في العالم – لتضليل الإنسان هي الثروة والمرأة والترفيه. وتظهر على يديه أشياء خارقة للعادة يتأثر بها من يشاهدها ويفتتن بها.
ومن عجائبه أن الله عزّ وجلّ يمكّنه أن يأمر السماء فتمطر ويجعل الأرض تنبت الزروع والنباتات، وتتبعه أموال الدنيا أينما ذهب، كما تتبع ملكة النحل أسراب من النحل، ويقود الناس إلى الدجال حبهم للمال وطمعهم فيه، فينخدعون به ويغترون بما في يديه وبالتالي يخرجون من الإسلام.
وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا شدة فتن الدجال:
فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم، أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم، فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل (صحيح مسلم، الرقم: ٢٩٣٧)
وقد ورد في بعض الأحاديث أن أكثر أتباع الدجال يكونون من اليهود والنساء وآكلي الربا، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر تبعه اليهود والنساء (الفاسقات) ( مجمع الزوائد، الرقم: ١٥٢٥٠)
وقال أيضا: أكثر أتباعه وأشياعه يومئذ أصحاب الربا (السنن الواردة في الفتن للداني، الرقم: ٦٦٤)
ومن المؤسف جدا أن أوضاع المسلمين تنحط دينيا يوما فيوما في جميع أنحاء العالم وتتسرب فيهم أطوار الغرب وحضاراتهم. فهم يحبّون المال حبّا جمّا ولا يتفكّرون إلا في جمعه بأي طريق كان غير مبالين بالحلال والحرام وأكثرهم لا همّ لهم في حياتهم إلا التسلية والترفيه.
وقد أدرك الغرب قبل سنوات كثيرة طمع الناس في الترفيه وحرصهم عليه فأوجدوا “صناعة الترفيه” التي قد ازدهرت وانتشرت الآن في العالم كله حتى بلغت قيمتها مليارات الدولارات، ولا تزال تتطور بسرعة مذهلة وتزدهر بسرعة فائقة وذلك دليل واضح على نهم الإنسان في الترفيه.
هذا إلى أن اختراع التلفزيون والكمبيوتر والجوال زاد الإنسان نهما وشوقا للترفيه. فالدجال – حينما يظهر – يضلل الناس باستخدام نفس المعدّات – الترفيه والنساء والمال – وهي نقاط الضعف في الرجل.
عندما يفكر المرء في هذه القضية، يتضح له أن الكفار لا ينظرون إلى الحياة إلا بنظر الترفيه والتسلية وذلك مبلغهم من فكرهم، لأنهم لا يؤمنون بالآخرة، فيعيشون للدنيا ويموتون من أجلها، فالدنيا “كل شيء” لهم، ويعتبرونها جنتهم، ولذلك يبذلون كل ما في وسعهم لتحويل كل لحظة إلى لحظة تمتع وترفيه.
يصف الله عزّ وجلّ حياة الكافر بأنها حياة أكل ومتعة. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (سورة محمد: ١٢)
إن الكافر لا يؤمن بالآخرة والجنة والنار والوقوف أمام الله تعالى للحساب ، فلا عجب في نظريته هذه وطمعه في الترفيه. أما المؤمن، فلا تكن نظريته كذلك ولا يناسب له أن يجري وراء الترفيه والتسلية.
يختلف المؤمن والكافر عقيدة وفكرا اختلافا تاما، فإن هدف المؤمن وغايته هو الحصول على رضا الله عزّ وجلّ والفوز في الآخرة، فيحاول أن يبذل كل لحظة في الدنيا مستعدا لداره الأبدية في الآخرة.
فعصارة الكلام أن الذين يحفظون من فتنة الدجال هم من لا يجعلون التمتع والترفيه هدفهم في حياتهم، بل يستثمرون في الآخرة. أما من جرى وراء الدنيا وجعلها هدفهم الأصلي، فسيكونون من أتباع الدجال.