الرئيسية / التفسير / تفسير سورة الزلزال

تفسير سورة الزلزال

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ‎﴿١﴾‏ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ‎﴿٢﴾‏ وَقَالَ الْإِنسٰنُ مَا لَهَا ‎﴿٣﴾‏

تزلزل الأرض وتتحرك يوم القيامة وتطرح كل ما في داخلها وتخرجه. والمراد من “إخراج الأرض أثقالها” أنها  تخرج الموتى المدفونين فيها، وكنوزَها الكامنة من الذهب والفضة والياقوت والألماس. وتلك الكنوز تكون مطروحة فوق الأرض، لا يميل إليها أحد ولا يبالي بها، وبذلك يظهر عجز الإنسان وضعفه يومئذ. وقد جاء في حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: تقيء الأرض أفلاذ كبدها، أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا

وكذلك تتحدث الأرضُ وتخبر بجميع ما حدث وجرى عليها من خير وشر. فإذا شاهد الإنسان ذلك، يقول: ما لها؟ أي ما بال الأرض؟

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ‎﴿٤﴾

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يومئذ تحدث أخبارها، قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، قال: فهذه أخبارها. (سنن الترمذي، الرقم: ٢٤٢٩، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح)

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمٰلَهُمْ ‎﴿٦﴾‏

يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ أَشْتَاتًا – أي يرجع الخلائق من موقف الحساب، وينصرفون متفرقين فرقا فرقا.

لا يفرّق بين الصالح والطالح من الإنسان في الدنيا، فهم يعيشون مجتمعين. ولكن الله عزّ وجلّ يفرّق بينهم يوم القيامة بحسب أعمالهم، فيجعل الصالحين والطالحين فرقا مختلفة. وبذلك يرون عاقبة أعمالهم.

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُۥ ‎﴿٧﴾‏ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُۥ ‎﴿٨﴾‏

يوم القيامة، يرى الإنسان كل عمل له وإن كان مثل ذرة. فلا يستصغر عملا ما، بل ليغتنم كل عمل صالح، وإن كان يبدو صغيرا، فإنه يمكن أن يكون العمل الذي ظنه صغيرا منجاة له في الآخرة. وكذلك يمكن أن يكون الذنب الذي استصغره مهلكة له في الآخرة.

شاهد أيضاً

تفسير سورة اللهب

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ تبت يدا أبي لهب لما نزل قول الله عزّ وجلّ: وأنذر …