دور المرأة في الإسلام
خلق الله تعالى الكون في أحسن صورة وجعله يسير بنظام كامل ودقة تامة. فتعاقب القمرين، واختلاف الملوين، وإمطار السماء، والفصول الأربعة، كلها من مظاهر قدرة الله وعظمته جلّ وعلا.
فإن الله تعالى خلق كل مخلوق لأداء دور خاص وللقيام بوظيفة عظيمة لصالح تيسيير نظام العالم. فالإنسان – الذي هو أعظم المخلوقات – خلقه الله تعالى لعبادته وامتثال أوامره. ولتحقيق هذا الغرض الإلهي، خص الله تعالى كلّا من الرجال والنساء بأدوار خاصّة ومسئوليات هامة توافق طبيعتهم وتلائم هيئتهم.
فما هو دور المرأة المسلمة في الإسلام؟
دورها يتلخص في ثلاثة أمور: الأول: هو طاعة الله تعالى والثاني هو القرار في البيت والاحتجاب عن الأجانب والثالث طاعة الزوج وأداء حقوقه. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت (مجمع الزوائد، الرقم: ٧٦٣٤)
طاعة الله تعالى
يلزم على المرأة أن تضع طاعة الله تعالى أمام عينيها وتجعلها فوق كل شيء وتستيقن أن الله وحده هو خالقها ولا يسعدها إلا هو، فليكن أمر الله تعالى مقدما لديها على غيره ولتمتنع عن كل ما يسبب في معصية الله تعالى وغضبه. فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (مصنف ابن أبي شيبة، الرقم: ٣٤٤٠٦)
القرار في البيت والاحتجاب عن الأجانب
لا بد للمرأة أن تمكث في البيت ولا تخرج منه إلا لحاجة لتكون سعيدة ومحبوبة عند الله تعالى. يقول الله تعالى مخاطبا للأزواج المطهرات ونساء الأمة المحمدية: وَقَرْنَ فِى بُيُوْتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰهِلِيَّةِ الْأُولٰى (سورة الأحزاب: ٣٣)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة عورة فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان (مسند البزار، الرقم: ٢٠٦٥)
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: وقد كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء من أهل بيته وبناته وأزواجه ومولياته وخدمه وخدم أهل بيته، فما علمت منهن امرأة خرجت إلى شهود جمعة … وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدع أن يأمرهن بما يجب عليهن، وعليه فيهن، وما لهن فيه من الخير وإن لم يجب عليهن (اختلاف الحديث ٨/٦٢٤)
والصحابيات رضي الله عنهن إذا خرجن من البيوت لحاجة كن يسترن أبدانهن سترا كاملا ويحترزن أشد الاحتراز من الاختلاط بالرجال. فقد روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه أنهن كن يطفن في الأطراف، لا يخالطن الرجال.
طاعة الزوج وأداء حقوقه
فعن أسماء بنت يزيد الأنصارية من بني عبد الأشهل، أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي، إني وافدة النساء إليك أي مندوبتهن، واعلم – نفسي لك الفداء – أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي – أي ما من امرأة إلا في قلبها مثل ما في قلبي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلٰهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم أي لا نخرج من البيوت، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو معتمرا ومرابطا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابا، وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟ قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها، ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته تعدل ذلك كله قال: فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا
يستفاد من القصة المذكورة أن للنساء المسلمات فرصا قيّمة ووجوها عديدة للتقدم في الدين ولنيل الأجر العظيم في الآخرة. ولكن لا يحظين بذلك إلا بالعمل بما أمرهن الله تعالى به وبرضاهن بقدر الله تعالى وقضائه.