عن أوس بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت أي يقولون قد بليت؟ قال: إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام (سنن النسائي، الرقم: ۱۳٧٤، وصححه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، نتائج الأفكار ٤/١٧)
تأثر السلف الصالح عند سماعهم اسم الرسول صلى الله عليه وسلم
كان مالك رضي الله عنه إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يوما في ذلك؟ فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليّ ما ترون!
لقد كنت أرى محمد بن المنكدر – وكان سيد القراء – لا نكاد نسأله عن حديث أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه. ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدُّعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة. ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فننظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم، وقد جف لسانه في فيه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي حتى لا يبقى في عينيه دموع.
ولقد رأيت الزهري – وكان من أهنأ الناس وأقربهم – فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته! ولقد كنت آتي صفوان بن سليم – وكان من المتعبدين المجتهدين – فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه. وكنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه انتهى.
قال العلامة السخاوي رحمه الله: فإذا تأملت هذا عرفت ما يجب عليك من الخشوع والخضوع، والوقار والتأدب، والمواظبة على الصلاة والتسليم عند ذكره أو سماع اسمه الكريم صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا كثيرا كثيرا. (القول البديع صـ ٤٧٨)
يَا رَبِّ صَلِّ وَ سَلِّم دَائِمًا أَبَدًا عَلَى حَبِيبِكَ خَيرِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ