إحياء السنة إحياء سنة رسول الله ﷺ
خلال سفر غزوة تبوك، نزل الصحابة الكرام رضي الله عنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لقضاء الحاجة، ولم يبق من وقت صلاة الفجر إلا زمن يسير فخاف الصحابة رضي الله عنهم أن ينتهي الوقت، فلم ينتظروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدموا سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ليصلي بهم صلاة الفجر.
فبدأ سيدنا عبد الرحمن رضي الله عنه الصلاة، وبينما هو كان يصلي بالناس، إذ رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحق بهم في الصلاة. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلف سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
سبّح بعض الصحابة رضي الله عنهم لينبّهوا سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء فليرجع حتى يتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلي بهم.
فلما علم سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بقيام رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، أراد أن يتأخر. فأوما إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يثبت مكانه ويمضي في الصلاة.
فلما انتهت الصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم: أحسنتم أو قال: أصبتم (في أنكم بدأتم الصلاة ولم تنتظرونني).
كان الصحابة رضي الله عنهم يخافون حينئذ أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راض بهم، لأنهم لم ينتظروه، فطمأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم أصابوا وأحسنوا.
(من سنن أبي داود، الرقم: ١٤٩، شرح الزرقاني على المواهب ٢/٢٠٨، بذل المجهود ١/٦٣٨-٦٤٣)
