الرئيسية / الصحابة / زهد سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه في الدنيا

زهد سيدنا أبي عبيدة رضي الله عنه في الدنيا

أثناء رحلة سيدنا عمر رضي الله عنه من المدينة المنوّرة إلى بيت المقدس لفتحه، نزل بالشام وتلقى الصحابة القاطنين فيها الحاكمين عليها. وعندما لقوه، سألهم: أين أخي؟ قالوا: مَن؟ (أي: من أخوك؟)، قال: أبو عبيدة. قالوا: يأتيك الآن.

فجاء سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه على ناقة مخطومة. فلما رآه سيدنا عمر رضي الله عنه، سرّ به واعتنقه.

وخلال تلك المدّة، استزار الصحابة رضي الله عنهم سيدَنا عمر رضي الله عنه (أي طلبوا منه أن يزورهم في بيوتهم)، لكن لم يستزره سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه، لأنه لم يكن عنده ما يقدّم له من الضيافة.

وبسبب العلاقة الوثيقة بينه وبين سيدنا عمر رضي الله عنه، قال له سيدنا عمر رضي الله عنه: إنه لم يبق أمير من أمراء الأجناد (من الصحابة) إلا استزارني غيرك. فقال سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه: إني أخاف إن استزرتك أن تعصر عينيك.

لكن أراد سيدنا عمر رضي الله عنه أن يزور بيت هذا الصحابي الجليل. فاستضافه سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه.

فلما دخل سيدنا عمر رضيي الله عنه بيته، فوجئ بأنه لم يكن في بيته إلا كسر يابسة من الخبز وسيف وترس ولبد فرسه الذي كان يستخدمه وسادة عند النوم.

فلما رأى سيدنا عمر رضي الله عنه ذلك، بكى وعانق سيدنا أبا عبيدة رضي الله عنه فقال له: أنت أخي! وما من أحد من أصحابي إلا وقد نال من الدنيا ونالت منه (شيئا، لأنهم أخذوا من الدنيا ما ينفعهم). فقال سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه: ألم أخبرك أن ستعصر في بيتي عينيك (لأنك لا تجد فيها أموال الدنيا).

وفي رواية أن سيدنا عمر رضي الله عنه قال له: لو اتخذت متاعا (ما ينفعك في الدنيا). فقال سيدنا أبو عبيدة رضي الله: يا أمير المؤمنين! إن هذا سيبلّغنا المقيل (أي يكفيني حتى أبلغ قبري). (من الاكتفاء 3/295، حلية الأولياء 1/146، الزهد لابن المبارك، الرقم: 586)

شاهد أيضاً

سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه يفدي بسنّه سيدَنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

أصيب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم أحد إصابة شديدة وشجّ في وجهه …