الرئيسية / روضة الحب / الإسلام – الدين الوحيد المقبول عند الله عزّ وجلّ – روضة الحبّ – ٥٧

الإسلام – الدين الوحيد المقبول عند الله عزّ وجلّ – روضة الحبّ – ٥٧

منذ آلاف من السنوات قبل الإسلام، كان مردة الجن والشياطين يصعدون إلى السماء، ويسترقون السمع من حديث الملائكة، ثم ينزلون إلى الأرض فيخبرون الكهّان بما سمعوا من حديث الملائكة. ثم كان الكهّان يضيفون إلى تلك الأخبار مئة كذبة ويخبرون الناس بذلك، وهكذا كانوا يخدعونهم.

فلما جاء الإسلام وبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، سدّت طرق السماء، فلم يتمكن الجن والشياطين من الصعود إليها ولا من استراقة السمع مهما حاولوا. فأدركوا أنه وقع حدث كبير سُدّت بسببه طرق السماء. فعقدوا اجتماعا للبحث حول هذا الموضوع.

وفي هذا الاجتماع، أمر إبليس غيره من الشياطين أن يفترقوا فرقا ويجولوا في الأرض للبحث عن سبب سدّ طرق السماء عليهم.

فجالوا في الأرض، حتى وصلت مجموعة من الشياطين أرض النخلة. فصادفوا فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابةَ رضي الله عنهم وهم في طريقهم إلى سوق عكاظ.

وعندما وصل أولئك الشياطين إلى أرض النخلة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم يصلّون. فلما سمعوا القرآن الكريم من شفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم المباركتين، وقفوا يستمعون إليه، وعلموا أن هذا كلام الله عزّ وجلّ، ولأجل ذلك، ملئت السماء حرسا شديدا وشهبا. لكن تلك الآيات التي سمعوها أثرت في قلوبهم أثرا بالغا تغيرت به قلوبهم، فأسلموا على الفور، ولم يبقوا شياطين، بل صاروا جنا مسلمين داعين إلى دين الإسلام.

ولم يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدث، لأنه لم يكن يرى الجن ولم يكن يعلم بحضورهم عندما كان يصلي ولا بإسلامهم بعد ذلك حتى أنزل الله الآيات الأولى من سورة الجن مخبرا له بما وقع، قال الله عزّ وجلّ: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ‎﴿١﴾‏ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (سورة الجن: 1-2).

فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم وأخبرهم بما وقع.

رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء وطريقه هو الطريق الوحيد إلى الجنة

إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء وآخر من بعث إلى الأرض. فهو خاتم الأنبياء وانتهت به النبوة.

فكما أن الطرق إلى السماء سدّت بنبوته صلى الله عليه وسلم، كذلك سدّت جميع الطرق الموصلة إلى الجنة وأغلقت إلا طريقا واحدا وهو اتباعه صلى الله عليه وسلم. فلن يدخل أحد الجنة الآن إلا بدين الإسلام، كما قال الله عزّ وجلّ: اِنَّ الدِّیْنَ عِنۡدَ اللّه الْاِسْلَامُ، وقال في آية أخرى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

تنصّ هاتان الآيتان على أن الدين الوحيد الذي يقبل عند الله هو دين الإسلام. فلو ادعى أحد أنه مسلم، لكنه يعتقد أن الأديان الأخرى أيضا حق، ففي الحقيقة، هو منكر لهذه الآيات، فلا يكون مسلما.

اتفاقيات إبراهيم

في الأيام الحالية، ينشر عدد من غير المسلمين “اتفاقا” باسم “اتفاقيات إبراهيم”، سموه باسم سيدنا إبراهيم عليه السلام. وحاصل هذا الاتفاق أن المسلمين واليهود والنصارى يتشاركون في “أب” وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام، فبالتالي، ينبغي أن يعظّم بعضهم بعضا ويتحدوا فيما بينهم، حتى يصلّوا معا أيضا.

لكن الحقيقة أن بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألغت سائر الأديان الأخرى، فلا يقبل عند الله إلا الإسلام. فليس “اتفاقيات إبراهيم” إلا مكرا لتضليل المسلمين وإدخالهم في الكفر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار (صحيح مسلم، الرقم: ١٥٣)

شاهد أيضاً

الحياء – الخلق المميّز في الإسلام – روضة الحبّ – ٥٦

من أعظم القيم التي يحثّ الإسلام المسلمين عليها الحياء (الحشمة والاحترام). فالحياء هو الوسيلة لاكتساب …