ذات مرّة، لم يكن عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام يأكله وأصابه خصاصة (جوع شديد)، فبلغ ذلك عليا رضى الله عنه، فلم يدعه حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يستريح ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني من الشدة والطوى، ولم يكن عند ما يُطعم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
فخرج يلتمس عملا ليصيب منه شيئا يبعث به إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا،كل دلو تمرة.
فخيّره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة، فجاء بها إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: من أين هذا يا أبا الحسن (كنية سيدنا علي رضي الله عنه)، قال: بلغني ما بك من الخصاصة يا نبى الله، فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما، قال: فحملك على هذا حب الله ورسوله؟ قال علي رضي الله عنه: نعم يا نبى الله! فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: والله ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه، من أحب الله ورسوله فليعد تجفافا (أي: فليصبر على المشاق والشدائد) (السنن الكبرى للبيهقي، الرقم: ١١٩٨٣)