ذات مرّة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أهل مكة: يا فلان، ألا تبيعني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضمنه لك في الجنة (سوى ما يدفع لك من الثمن بالدار)؟
فقال له الرجل: يا رسول الله، والله ما لي بيت غيره، فإن أنا بعتك داري لا يؤويني وولدي بمكة شيء
قال صلى الله عليه وسلم: ألا بل بعني دارك أزيدها في مسجد الكعبة ببيت أضمنه لك في الجنة، فقال الرجل: والله ما لي في ذلك حاجة ولا أريده
فبلغ ذلك سيدنان عثمان رضي الله عنه، وكان الرجل ندمانا (رفيقا) لسيدنا عثمان رضي الله عنه في الجاهلية وصديقا، فأتاه فقال: يا فلان، بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد منك دارك ليزيدها في مسجد الكعبة ببيت يضمنه لك في الجنة فأبيت عليه؟ قال: أجل، قد أبيت
فلم يزل عثمان يراوده حتى اشترى منه داره بعشرة آلاف دينار
ثم أتى سيدُنا عثمانُ رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بلغني أنك أردت من فلان داره لتزيدها في مسجد الكعبة ببيت تضمنه له في الجنة، وإنما هي داري فهل أنت آخذها مني ببيت تضمنه لي في الجنة؟ قال: نعم، فأخذها منه وضمن له بيتا في الجنة، وأشهد له على ذلك المؤمنين (فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، الرقم: ٧٨٤)