لما واجه المسلمون الهزيمة في أُحُد، أُشِيْعَ في الناس خبر موت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فأخذ اليأس من كثير من الصحابة رضي الله عنهم كلّ مأخذ وخارت قواهم.
وبينما هم كذلك، إذ انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار قد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما تصنعون بالحياة بعده، فقوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل (دلائل النبوّة ٣/٢٤٥)
فانظر رعاك الله إلى حبّ سيدنا أنس رضي الله عنه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد بلغ الذروة حيث لم يعدّ حياته جديرة بالعيش بدونه صلى الله عليه وسلّم.