لما منع كفار مكة المسلمين من دخول مكة لأداء العمرة عام الحديبية، بعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش ليكلمهم
فقال المسلمون: خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون، قالوا: وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص؟ قال: ذاك ظني به أن لا يطوف بالكعبة حتى نطوف معا (أي لا يطوف إلا معي)
فخرج سيدنا عثمان رضي الله عنه حتى أتى مكة، ولقيه أبان بن سعيد بن العاص، فأجاره حتى يبلّغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس.
فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلّغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت، فطف به. فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلم يرضوا بهذا الجواب فاحتبسوه، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قتل
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة إلى البيعة، فبايعوه على الموت وعلى أن لا يفروا أبدا
فلما بلغ ذلك قريشا، خافت، فأطلقوا سيدنا عثمان رضي الله عنه (من مسند أحمد، الرقم: ١٨٩١٠، سنن الترمذي، الرقم: ١٥٩٢، كنز العمال، الرقم: ٣٠١٥٢)
يبدو من هذه القصة حب سيدنا عثمان رضي الله عنه البالغ لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لم يرض أن يطوف إلا مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم