عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: بلى فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علّمنا كيف نسلّم عليكم، قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد (صحيح البخاري، الرقم: ٣٣٧٠)
صحابي يهدم قُبّته
عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فرأى قبة مشرفة (أي: بناء عاليا) فقال: ما هذه؟ قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه حتى إذا جاء صاحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليه في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارا، حتى عرف الرجل الغضب فيه والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها، قال: ما فعلت القبة؟ قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه، فأخبرناه، فهدمها، فقال: أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا، إلا ما لا، يعني ما لا بد منه (سنن أبي داود، الرقم: ٥٢٣٧، وإسناده جيد كما قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار ٢/١١١٥)
يظهر من سلوك هذا الصحابي حبه الصادق وإخلاصه ووفاؤه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يعرف أثر الغضب على وجهه صلى الله عليه وسلّم حتى هدم قبّته التي أنكرها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهكذا كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم، إذا أحسوا بغضبه صلى الله عليه وسلّم على فعل مّا، امتنعوا عنه توّا.