إحياء السنة إحياء سنة رسول الله ﷺ
مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بعث الله الأنبياء عليهم إلى الدنيا هداية للناس، وكلّفهم جميعا بوظيفة تبليغ الدين وحفظه.
وليعلم أن تبليغ الدين يشتمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أنه يحتوي على تعليم أحكام الدين وكيفيات العبادة قولا وفعلا.
ونظرا إلى أهميته البالغة، أمر كلّ نبي أمته أن يقوموا بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكذلك أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمته بالقيام بها، لأنها من أعظم الأسباب وأقواها لإقامة روح الدين في حياة المسلمين.
وقد صرّح الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم والرسول صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه الشريفة أن هذه الامة تشرّفت برتبة “خير الأمم” بسبب قيامها بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فيقول الله عزّ وجلّ: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (سورة آل عمران: ١١٠)
وعن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله (بسبب قيامكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (سنن الترمذي، الرقم: ٣٠٠١)
وورد في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال: كل رجل من المسلمين على ثغرة من ثغر الإسلام الله الله لا يؤتى الإسلام من قبلك (السنة للمروزي، الرقم: ٢٨)
وبعون الله تعالى، سنذكر في الحلقات الآتية أهمية القيام بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع بيان الأحكام المتعلّقة بها وذكر أمثلة من حياة الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح. وفّقنا الله لما يحب ويرضى.
