الرئيسية / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – ٧

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – ٧

الأسلوب الحسن الذي اختاره السلف لإصلاح الناس

سيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهما يرشدان شيخا إلى كيفية الوضوء الصحيحة

حكي أن سيدنا الحسن والحسين رضي الله عنهما – سبطي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم – رأيا شيخا أعرابيا يخطئ في الوضوء، فأهمّهما أمره فأرادا أن يصلحاه بلطف ولين بدون فضحه.

فقالا له: نحن شابان وأنت شيخ ربما تكون أعلم بأمر الوضوء منا، فنتوضأ عندك، فإن كان عندنا قصور فعلّمنا، فتوضئا كما رأيا من سيدنا رسول الله صلى اله عليه وسلم، فاطلع الرجل برؤية كيفية وضوءهما على أخطائه في وضوءه فتاب. (من المناقب للكردري صـ ٣٩)

يصلح الشيخ عبد القادر الدهلوي رحمه الله رجلا

بينما كان الشيخ عبد القادر الدهلوي رحمه الله يخطب يوما، راى في الناس رجلا مسبلا إزاره. فلم ينبّهه الشيخ على الفور، لئلا يفتضح أمام الناس.

ولكنه كان حريصا للغاية أن يهتدي الرجل ويتوب عن عمله. فانتظر الفرصة لتصويبه وإصلاحه. فلمّا انتهت المحاضرة، أقبل عليه بلطف وحبّ، وقال له: ”يا أخي، انتظرني قليلا، فأنا أريد أن أتحدّث معك“.

فلمّا انصرف الناس، قال له الشيخ بحب وشفقة: ”يا أخي! عندي مشكلة، وهي أن إزاري – بسبب كبر سنّي – يسفل أحيانا دون أن أشعر. وهذا يهمّني كثيرا، فقد وردت أحاديث عديدة في الوعيد لمن يسبل إزاره“، وذكر الشيخ رحمه الله بعض الأحاديث الواردة فيه، ثم قام وقال له: من فضلك، انظر إلى إزاري، هل هو أسفل من كعبي أو فوقه؟

فانتبه الرجل، وأدرك أن هذه المشكلة ليست مع الشيخ بل معه، وأن الشيخ نبّهه عليها بدون أن يفضحه، فتمسّك برِجل الشيخ وقال له: ”المشكلة ليست فيك بل فيّ، والآن أنا أتوب عن هذا الذنب وأعزم ألا أعود إليه أبدا“

شاهد أيضاً

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – ٦

انصح الناس من دون أن تفضحهم من المهم للغاية لمن ينصح الغير الملتزمين أن يسلك مسلك اللين والرفق معهم، وأن يبتعد كلّ الابتعاد عن تعييرهم وإحراجهم بأي طريق كان. وهي سنة سلكها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجميع الأنبياء والرسل عليهم السلام. واقتدى الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح بسنتهم أحسن الاقتداء عند دعوة الناس إلى الإسلام أو نصحهم وتصحيحهم.